"الرب راعيّ."
(مز23: 1)
هذه الكلمات هي مقدّمة المزمور الذي كتبه داود، يتكلّم هذا المزمور عن الرب، عن الله الأزلي، عن الله القدير. ويعرّف عنه الملك داود بكلمة "راعيَّ."
قبل أن يُصبح ملكاً، كان داود نفسه راعياً ويعرف أن للراعي محبّة خاصّةلكلّ واحد من خرافه. يعلم أن الراعي لا يتردّد في أحلك الليالي
أن يذهب للبحث عن خروف ضال أو عن خروف تعرّض للأذية والخطر.
خاطر داود بحياته ليدافع عن قطيعه من الحيوانات المفترسة. وذات يوم، تكلّم مع الملك شاول عن خرافه
وقال له: "كان عبدك يرعى لأبيه غنماً فجاء أسد مع دبّ وأخذ شاةً من القطيع، فخرجتُ وراءه وقتلتهُ وأنقذتها من فيه."
(1صموئيل 17: 34-35)
يعلم أن الراعي يعرف كلّ خروف من خرافه وأنّه يحبّ كلّ واحد منها بطريقة خاصّة.
بالنسبة الى داود، لا شكّ: أن الله هو راعيه. راعيه الصالح أفضل الرعاة. راعيه السماوي.
راعي الرعاة!
يعتبر داود نفسه خروفاً يعتمد على راعيه. لا يمتلك الخروف أنياباً،
وليس لديه وسيلة للدفاع عن نفسه غير الراعي،
وهذا كلّ ما يحتاج اليه الخروف ليشعر بالأمان.
"الرب راعيّ."
في كلمات صلاة هذا المزمور نرى سر كون داود رجلاً حسب قلب الرب.
ليس لأنه لم يعرف الشدة والضيق، بل لأنه كان يعرف أين يحتمي
في وقت الشدة والضيق... ليس لأنه لم يشعر أنه متروكاً من الرب، بل لأنه كان يشعر بعوزه للرب..
عندما تقرأ كلمات :
"الربّ يضمني"
تفهم محبة داود واهتمامه
بتنمية علاقته مع الرب ليصل إلى النتيجة
"فلا يعوزني شيء".
الربّ كان كفايته..!!