محبة الطرف الثاني رغم أخطاؤه للقديس أوغسطينوس
العريس يحاول أن يختار عروساَ متجانسة معه على قدر الإمكان في الكرامة والفهم والحكمة وإن حدث أن اكتشف وجود فارق كبير بينهما حزن وتألم.
أما يسوع فعروسه من المزدري بهم وغير الموجودين من الخطاة والعشارين سوداء بلا جمال ومع هذا لم يوبخها لعدم جمالها بل قدسها وطهرها بدمه وأوقفها أمامه فانعكس جماله عليها فلمعت وأشرقت قال لها أنا أسندك كل أيام غربتك حتى تتشددين وتعبرين على الحياة الأخرى.
وقد رآها سليمان الحكيم فتهلل قائلا:من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها مشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية (نش5:8 , 6:10)
ونحن أيضا نقتدي به فنحب الطرف الآخر مهما بلغ شره حتى يمكن أن نكون سبيا لخلاصه وقد أوصت الكنيسة الذين يؤمنون أن يبقوا مع الطرف الثاني الذي لم يؤمن طالما قبل الثاني ذلك حتى يمكن للمؤمن أن يكسب الثاني للمسيح غير أن هذا لا يعني أن الإنسان يتزوج بغير مؤمن.
فإن اكتشف أحد الطرفين أن الآخر شرير لا يتذمر بل يحبه من أجل الرب ولا يكف عن الصلاة من أجله وقد أعطت لنا القديسة مونيكا أم أغسطينوس صورة جميلة للمرأة المؤمنة التي بوداعتها كسبت زوجها الوثني الشرير وحماتها الشريرة وفي هذا يقول القديس أغسطينوس في اعترافاته.
+ كانت أمي وجميع أهل بيتها مؤمنين ما عدا أبي ومع ذلك فإن أبي لم يستطيع أن يتغلب على روح التقوى التي غرستها أمي في قلبي رغم أنني لم أكن بعد قد آمنت بك إيمانا رسميا (لم يعتمد بعد)
لقد اختارتك أمي يا إلهي أبا لي وأنت ساعدتها على أن تسيطر على أبي في هذا الأمر رغم كونها تعيش مطيعة له إذا اعتبرت طاعتها له طاعة لك لأنك آنت الذي أمرتها بطاعته!!
+ لقد أمر رب المجد بضرورة احتمال جميع المتاعب الأخرى (غير الزنا) بثبات من أجل المحبة الزوجية ولأجل العفة وقد أكد رب المجد نفس المبدأ بدعوته مَنْ يتزوج بمطلقة زانياَ.
والرب يحفظ بيوتكم يا أحبائى