كُن أمينًا
كن أمينًا في القليل، يقيمك الله على الكثير..
كن أمينًا في الشيء الذي تستطيعه، حينئذ يقيمك الله على ما لا تستطيعه..
كن أمينًا على ضبط أفكارك في حالة الصحو..
وحينما يرى الله أمانتك، يقيمك على الأحلام التي تأتيك بغير إرادتك وليس لك تحكم فيها..
كن أمينًا على الوزنة الواحدة، فيعطيك الله العشر وزنات، وأجر من أقيم على العشر وزنات.
كن أمينًا من جهة الحروب التي تحاربك من الخارج، حينئذ يقيمك الله على ينابيع التأملات والروحيات التي تنبع في فكرك وقلبك من الداخل.
كن أمينًا من جهة إخلاصك لليئة، يقيمك الله على راحيل. تشفق على ابن هاجر، يعطيك الرب ابناً لسارة. تخلص في برية سيناء، حينئذ يدخلك إلى كنعان.
تكون أمينًا في بيت فوطيفار، فيقيمك الله على قصر فرعون، وعلى كل خزائن مصر..
تكون أمينًا في قصر أرتحشستا، يقيمك الله على بناء هيكله في أورشليم..
إن كنت أمينًا لله في الأشياء التي ترى، يقيمك الله على ما لا يرى وعلى ما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر..
إن الله يريد أن يختبر أمانتك، بأي شيء، ربما بوصية بسيطة، بثمرة واحدة تمتنع عنها.
فإن كنت أمينًا بالنسبة إلى شجرة المعرفة، حينئذ يقيمك الله على شجرة الحياة، وعلى الْمَنِّ الْمُخْفَى.
لا تستصغر القليل الذي معك، وإنما إلى أمانتك فيه.. وحسب أمانتك، سيعطيك الله..
كان أنبا ابرآم أسقف الفيوم أمينًا في عمل الرحمة، على ما في يديه من أموال، فأقامه الرب على رحمة أوسع، وهى شفاء المرضى وإخراج الشياطين.
(من كتاب كلمة منفعة لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة )