عاش آدم في فِردوسٍ جَميل غُرسَ بِيد الله.
فَكانَ فَرِحَاً بِكُلِّ شيءٍ، مُتَمَتِعَاً بِالصَحة التامة دُونَ أن يَعرِفَ ما هو المَرض.
كَانَ يَأمُر فَتُطيعُهُ الحَيوانات كُلُّها دونَ أن يَرهَبَ أَحدَاً أو يَخشى شَيئاً ما.
لم يَكُن يشعُر بِوَطأة الحَرّ أو شِدَة البَرد، بل كانَ يَعمَلُ في الجَنّة دونَ أن يَتعَبَ أو يَشقى.
كانَ بَريئاً لا تَشوبُهُ شَائِبة، يَعيشُ مَعَ الله، والله يحيا معه.
كانَ قَلبُهُ ورُوحُهُ مُفعَمين بِمَحبة الله ومَعرِفَتِهِ.
كانَ دائِماً هَادِئاً سَعيداً ذا رَغباتٍ صَالحَةٍ.
لقد كان آدم في الفردوس وكان الفردَوسُ في قَلب آدم. لكنّه لمّا خطىء فقد الفردوس وبما أنّه لا يمكن لبشريّ أن يعوّضنا عمّا فقده آدم فقد أحبّنا الله إلى النّهاية وأرسل ابنه الوحيد ليخلّصنا.
(القديس إينوكنديوس كاروز ألاسكا)