"هناك صرخة في النفس
لا تجد لها استجابة في العالم!".
إنه الفراغ الذي جعل زكا يطلب أن يرى يسوع.
وهو ذات الفراغ الذي جعل نازفة الدم
لما سمعت بيسوع جاءت إليه،
وجعل المرأة الخاطئة تأتي باكية عند قدميه
من شدة الاحتياج وعمق الفراغ والعطش.
المرأة السامرية وبالرغم من مجيئها اليومي إلى البئر
ومجهودها للحصول على المياه بواسطة الدلو،
وبسبب عمق البئر، فقد شربت كثيراً ويومياً،
وتوالت عليها الأيام وما زالت عطشى!
ما زالت كما هي:
المرأة الخاطئة، المرأة الزانية!
لم تستطع مياه البئر أن تغيّرها،
لا بل جعلتها تعطش ثانيةً وثانيةً،
كما قالَ يسوع.
أمَّا المياه التي يُعطيها الرب يسوع،
والتي شبّهها بالنبع الفيَّاض،
فهيَ مياه متدفقة، تفيض بالحياة الأبدية،
لستَ تحتاج دلوً لكي تحصل عليها،
ولستَ تحتاج لمجهود للحصول عليها،
فهي ليست عميقة، وليست مدفونة في القعر.
هي تتبعك، تفتش عليك،
وتصل إليك أينما كنت..
وحدها هذه المياه غيَّرت تلكَ المرأة،
وفاضت فيها حياة أبدية،
وجعلتها لا تعطش ثانيةً،
ولا تفكر بعد اليوم، بالمجيء إلى البئر،
لتستقي مياهاً عميقة وسوداء،
مياهاً جعلتها تعطش سنين طويلة،
دون أن ترتوي..!!