المستحيل الأول:
السيدة قط لا تسمي عذراء... والعذراء قط لا تدعي سيدة..
وقد تصير العذراء سيدة..
لكن من الاستحالة أن تعود السيدة عذراء..
ومن المستحيل أن شخصية واحدة يجتمع فيها مسمي العذراء والسيدة، الآنسة والمدام..
أما السيدة العذراء فهي الوحيدة التي حوت التباينين، وجمعت التناقضين..... فهي العذراء لأنها بتول، وهي السيدة لأنها أم.
السيدة العذراء ولدت وعاشت وتنيحت عذراء...
المستحيل الثاني:
من المستحيل أن يصير الذكر أبا بغير أنثي، أو أن تصبح الأنثى أما.... بغير ذكر..
أما السيدة العذراء فهي أم لكن بلا زوج ولا زواج..
ليس من الضروري أن كل إنسان مر علي هذا الكون صار فيه أبا أو أخا أو عما..
إنما من ألزم الضروريات أن كلا منا صار أولا ابنا..
فلكل مولود والد.. ولكل مولود والده..
أما العذراء مريم فوالدة بغير والد.... وإن كانت هي مولودة من والد ووالدة.. لست أدري لماذا يقبل غير المسيحيين بكل ترحاب أن يكون المسيح ابنا لمريم بغير والد...
ويرفضون بكل شدة وعنف أن يكون المسيح ابنا لله بدون والدة؟!
المستحيل الثالث:
وإن حبلت العذراء فرضا وهي عذراء....
فمن المستحيل أن تدعها الولادة دائمة العذراوية..
فمن الجائز أن تجد عذراء حاملًا..
لكن من الاستحالة أن تجد أما عذراء...
أما العذراء.. فقد حملت، ثم ولدت، ثم ظلت عذراء.. وسالومي شهدت..
المستحيل الرابع:
إن آدم الأول، جُبل من جُبلة.
و حواء الأولي خلقت من مخلوق..
فمن الاستحالة أن يلد المخلوق خالقه..
أما مريم العذراء فقد ولدت خالقها..
المستحيل الخامس:
من الميسور علي الأرواح أن تري الأرواح وتري الأجساد أيضًا...
و من المستحيل أن جسدا أو ذا جسد يري روحا أو أرواحا..
أما العذراء فقد أتاحت للأجساد رؤية روحها الطهور بدون جسد..
إن البعض يهلل لحلم يري فيه شخصا مرموقا من العالم الآخر...
وماذا لو صار هذا الحلم رؤيا؟؟؟..
أما ظهورات العذراء فليس من هذا ولا تلك إنما كانت تجليات وكأن العذراء نقلت نشاطها من أورشليم السمائية حيث تسكن إلي الأرض حيث نسكن نحن...
المستحيل السادس:
لكل روح أن تصعد إلي السماء بعد انفصالها عن الجسد
والذين إلي السماء اختطفوا، كانوا بأرواحهم دون أجسادهم
والذين إلي السماء صعدا، كانا بروحيهما داخل جسديهما مثل أخنوخ..
ومن المستحيل أن جسدا يخترق حاجز السماء...
أما العذراء: فقد صعدت بالروح ثم بالجسد...
المستحيل السابع:
من الممكن أحيانا أن عينا تذرف دموع في أفراح أو في أحزان في وقت واحد..
لكن من المستحيل أن شخصا يبتهج ويلتهب في وقت واحد..
أما العذراء مريم فقد ابتهجت كإنسانة لقبولها الخلاص.. وانفطرت كأم عند رؤيتها صليبه....
المستحيل الثامن:
أمومة الأم لابنها تمنع بنوتها له
وزواج العريس من العروس يمنع أخوتها له..
ومن المستحيل أن تتجمع الأمومة مع البنوة،
والملوكية مع العبودية،
والزواج مع الأخوة...
أما العذراء الأم هي أيضا ابنه.. والعذراء العروس هي أيضا أخت.. والعذراء الملكة هي أيضا عبدة....
المستحيل التاسع:
لن نخشى علي الله إذا دنا منه إنسان..
ومن الاستحالة أن يري الله إنسانا وبعدئذ يعيش...
فكيف إذن تصير بطن له مرقدا ومسكنا؟؟ ومنها يتخذ لذاته جسدا: دما ولحما وعظاما؟..
وتلد الجابلة جابلها؟ وتحوي بطن.. غير المحوي؟؟
أما العذراء فقد ضربت بهذا المستحيل عرض حائطه،
لأنها حملت واحتملت النار الآكلة، دونما تحترق..
المستحيل العاشر:
كبقية كل البشر، حبل بالعذراء مريم بخطيئة أبويها الأولين آدم وحواء..
وبخلاف كل البشر..
حملت ابنة حواء مريم بالسيد المسيح بغير خطية....
فالمولودة بالخطية.. والدة بدون خطية...
وهكذا يمكن أن يعد مستحيلًا.. أن تلد بغير خطيئة من ولدت بالخطيئة..
العذراء فلتت بطهارتها وكمالها وقداستها من مخالب الخطية الفعلية... ولكنها كأي إنسان، لم تنجو من أنياب الخطية الجدية التي اقترفها آدم وحواء..
ونحن نرفض بشدة تعليم الكنيسة الكاثوليكية بالحبل بلا دنس.. فهم يقولون أن العذراء حبل بها بغير دنس خطايا الأبوين الأولين.. ورغم تبجيلنا لأمنا العذراء وتقديسنا لعذراويتها الطاهرة.. إلا أننا لا نعفيها من براثن خطية آدم.... فكأي إنسان وريث لأبويه..... ورثت مريم من حواء آثار ونتائج خطاياهم.... وإلا فما فائدة دم المسيح إن كان يمكن محو الخطية من كائن أو أكثر بغير دم؟
إنها دونا عن كل البشر ولدت المخلص.. ولكنها كأي إنسان من البشر تحتاج إلي الخلاص..
إنها لم تشئ أن ترزح تحت ثقل الخطية الأولي ولكن جهادها الروحي هو الذي نصرها فوق كل الحواجز الروحية والسقطات البشرية...