كلما تشتد الحروب على إنسان في قوة وعنف،
يشعر بضعفه أمامها فيزول عنه انتفاخه،
وينسحق قلبه من الداخل،
ويرى أنه معرض للسقوط،
وأن إرادته ليست معصومة من الخطأ.
ويعرف أن الخطية:
"طرحت كثيرين جرحى،
وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26).
فالإنسان وهو مستريح،
قد لا يطلب المعونة الإلهية،
وقد لا يشعر أنه في أمس الاحتياج إليها.
ولكنه إذا اشتدت عليه الحرب،
يصرخ إلى الله لينصره على عدو قاس
وهكذا إذ يشعر بضعفه يتمسك بالرب
في صلاة عميقة، وفي صِلات قوية،
هذا الذي قال: "أدعني في وقت الضيق،
أنقذك فتمجدني" (مز50: 15).
قال أحد القديسين:
لا يكلل إلا الذي انتصر.
ولا ينتصر إلا الذي حارب.
ففي احتمالنا لحرب العدو، وصمودنا فيها،
في كل ذلك، تظهر محبتنا للرب،
وننال على ذلك أكاليل.
قال الرب:
"لتكن أحقاؤكم ممنطقة،
ومصابيحكم موقدة" (لو12: 35).
فربما لو خفت الحروب عن الإنسان،
لقاده ذلك إلى الفتور الروحي.
أما الخوف من السقوط
يجعله يستعد بأكثر قوة حتى ينتصر.
الله يسمح للشيطان بأن يحارب المؤمنين،
ويعطي المؤمنين قوة على الانتصار،
ويخرج الشيطان في خزي..
الذي لم تحاربه الشياطين،
قد يقسو على المخطئين ويدينهم في سقوطهم.
أما الذي حورب، وقد جرَّب عنف العدو،
فإنه يشفق على كل خاطىء ويصلي لأجله.
"اذكروا المقيّدين كأنكم مقيّدون معهم.
واذكروا المُذلّين كأنكم أنتم أيضاً في الجسد" (عب13: 3).
الحروب الروحية
تفتح أبواب الملكوت لنا،
وتحدد درجتنا فيه.
وكل إنسانٍ سينال أجرته
بحسب تعبه..!!