“لِأَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».”
لُوقَا 19:10 .
عندما اقتربت احتفالات الميلاد ،
قرأ صبي في مرحلة الدراسة الابتدائية قصة ميلاد المسيح ، ورأى كيف جاء المجوس الحكماء من بلاد بعيدة ليسجدوا للوليد في المذود ، وقدموا له الهدايا .
وقبل عيد الميلاد بأيام قليلة حلم أنه يسير مع بعض الرعاة البسطاء ، ولما سألهم عن وجهتهم أجابوه أنهم ذاهبون ليروا طفلاً وُلد حديثاً ،
فسار معهم حتى وصل إلى مذود يرقد فيه طفل صغير ، فأدرك فوراً أن حلمه عاد به ألفي سنة إلى الوراء ،
وأنه يزور بيت لحم ، وأن الوليد الراقد في المذود هو السيد المسيح .
وعندما اقترب الصبي من الطفل كلَّمه الطفل من مذوده ، فاندهش ، ولكنه سمعه يقول له بوضوح : أريدك أن تقدّم لي ثلاث هدايا .
فأجابه بحماس : سيسرُّني أن أعطيك حُلَّتي الجديدة التي أهداها لي أبي بمناسبة العيد ، وسأهديك قطاري الكهربائي الجديد الذي اشتراه لي عمي بمناسبة العيد ، وسأهديك الكتاب المصوَّر الجميل الذي أهداه لي خالي بمناسبة العيد أيضاً . فقال الطفل الراقد في المذود : أنا أريد ثلاثة أشياء غير هذه الأشياء الثلاثة التي ذكرتها .
أريد أن تخبرني ما قلته لوالدتك عندما سألتك عن كوب اللبن الذي كسرته.
فخجل الصبي من نفسه ،
وقال والدموع في عينيه :
لقد كذبت عليها ، وقلت لها إنه وقع مني على الأرض وانكسر .
فقال الوليد في المذود : من الآن فصاعداً أريدك أن تجيئني بكل الأشياء السيئة التي فعلتَها . إني أقدر أن أساعدك ، بأن أغيِّر مسار حياتك .
ومضى الوليد في المذود يقول للصبي : والشيء الثاني الذي أطلبه منك هو درّاجتك التي لم تعُد تركبها ،
فأجاب : ولكنها مكسورة فقال الوليد في المذود :
أريد أن تحضر لي كل شيء مكسور في حياتك ، وسأصلحه لك فأجابه :
أعدك أن أفعل .
ثم قال المولود في المذود للصبي : أريد موضوع الإنشاء الذي كتبته الأسبوع الماضي .
فارتعش الصبي وقال :
ولكنني أخذت فيه أربعة من عشرة ، وقال المدرِّس لي إنه دون المستوى .
فقال الوليد في المذود : لهذا السبب نفسه أطلب أن تعطيني هذا الموضوع . وفي كل مرة تفعل شيئاً دون المستوى أحضره لي ، فسأساعدك لتفعله بصورة أفضل . فأجاب الصبي :
أعدك أني سأفعل .
واستيقظ الصبي من نومه ، وفي قلبه فرحة ، لأنه أدرك لأول مرة في حياته بركات عيد الميلاد ،
فقد عرف سبب مجيء
المسيح إلى العالم .
لقد وُلد في المذود لثلاثة أهداف :
ليغيِّر مسار حياة كل من يسلِّم حياته له ،
وليجبر كل مكسور ،
وليُصلح كل ما هو دون المستوى ،
فإن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلِّص ما قد هلك … وهذا هو مجد عيد الميلاد الذي يمكن أن يكون من نصيب
كل واحد منا اليوم .