" أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ، اَللهُ فِي مَسْكِنِ قُدْسِهِ. " (مز 68: 5):🌱
قصة رواها أحد الخدام فيقول: أنا خادم للشباب في كنيسة من كنائس القاهرة وكنت سعيداً بعمل الله معي في الخدمة وفي مهنتي حيث أعمل طبيب أمراض قلب .
وفي ذات يوم طلب مني أسقف أسوان الذهاب لمحافظة أسوان لعمل اجتماعات للشباب هناك في إجازة الصيف، فذهبت. وفي اليوم السابق لعودتي للقاهرة، ذهبت لزيارة أحد الشباب ولماعلمت أسرته بسفري، أوصتني بتسليم مبلغ معين من المال إلى أسرة فقيرة تسكن في القاهرة، أسرة مكونة من ٦ أولاد و قد مات الأب وتركهم في رعاية الأم التي لا حول لها ولا قوة، ولكن الله لا ينساها.
وعندما عدت للقاهرة، نسيت الأمر تماما، وكنت قد وضعت الظرف الذي به المال في حقيبتي الطبية، كانت هذه الحقيبة التي أضع فيها السماعة الطبية وجهاز الضغط ، ولكن نظرا للصفة السيئة التي أتمتع بها وهي عدم النظام، فقد كانت هذه الحقيبة المسكينة تحتوى على كل شئ وأي شئ يخطر ببالك، فلذلك لم أنتبه لوجود المبلغ بها وذات يوم وقد استدعيت للذهاب للمستشفى، وكنت على عجلة من أمري،
فقد ركبت تاكسي.
وبعد أن سار التاكسي مسافة قليلة، توقف السائق وعرفت منه
ان "العجلة نامت" ويجب تغييرها. نزلت
وأنا في قمة الضيق بسبب التأخير ووقفت أنتظر تغيير العجلة،
وكان الجو حارًا للغاية، فذهبت لكشك مجاور لأشرب زجاجة كوكاكولا، وفيما أنا واقف بجوار الكشك سمعت هذا الحديث من شباك أحد المنازل الفقيرة المجاورة للكشك، كلا لم يكن حديثاً بل كان صلاة .....
"أنت عارف يارب أن آخر لقمة في البيت أكلوها الأولاد قبل ما ينزلوا المدرسة والبيت كله فاضي ومعيش فلوس وإحنا يارب ملناش غيرك نتكل عليه ونلجأ له"
و كانت المرأة تبكي
وهي تصلي.....
وهنا فقط تذكرت أمر الظرف والمال الذي كان يجب علي توصيله، فأخرجت الحقيبة الطبية وأخذت أبحث عن الظرف لمدة عشر دقائق حتى وجدته، وقرأت العنوان ...... اقشعر بدني ووقف شعر رأسي، فقد كان العنوان هو نفسه المكان الذي أقف عنده وهذا هو البيت المقصود، بل إنها هي المرأة الفقيرة التي يجب علي أن أعطيها المال. دخلت بسرعة البيت وأعطيتها المال وحكيت لها هذه القصة العجيبة، بكت السيدة من شدة التأثر وأدركت مدى عناية الله بها وبأولادها، فهو قاضي الأرامل وأبو الأيتام.👏