في يوم من الأيام كان صبّي قرويّ يسير على الشاطئ. فشاهد شيئًا يلمع في الرمل، فركع والتقطه، فكان لؤلؤة ضخمة، جميلة المنظر. فامتلأ الصبي فرحًا. وظنّ أن مخاوفه قد انتهت، فليس عليه من الآن أن يعود إلى العمل.ولكن عندما ذهب إلى تّجار اللؤلؤ، عرضوا عليه مبلغا ضئيلا، فعِلم أنّهم يغشّونه، فرفض بيعها. وبعد أيّام، تعرّض الصبي للاعتداء عدّة مراّت، لأن تجاّر اللؤلؤ كانوا يتعقّبونه ليأخذوا لؤلؤته، ولو اقتضى الأمر أن يقتلوه. وأصبح واضحًا الآن أنّه إذا أراد أن يحمي حياته، عليه أن يتنازل عن لؤلؤته!
وفي الصباح التالي، انتهز فرصة ترقّب تجّار اللؤلؤ له، فذهب إلى الشاطئ وألقى بلؤلؤته في البحر بكل ما يملك من قوّة. ثم غادر الشاطئ، مفتخرًا بنفسه، وقد اكتسب سلامًا مع الآخرين. وفي هذا اليوم أدرك أنّه قد صار رجلً، لأنه تحرّر من شيء ثمين ليحتفظ بشيء أثمن وهي الحياة.
هل هناك "لؤلؤة" في حياتك أنت بحاجة إلى أن تتحرّر منها، لكي تتبع يسوع وتحيا بحسب مشيئة الله لك؟!
"إن اللؤلؤة التي أحتاج أن أتحرَّر منها في حياتي هي أن أتحرّر مما يُقلقني بشأن نظرة الناس إليَّ. فأنا أهتمّ برضاهم أكثر من اهتمامي بقصد الله على حياتي، وهذا غباء منّي".
والآن هيّا إلى العمل، وضعْ نُصبَ عينيك الله الذي يقدر أن يملأ قلبك بحضوره، بقدر ما تفتح له قلبك.
عزيزي.. لا تضيع حياتك الأبدية من أجل شيء سينفعك في حياتك الأرضية!!!
"فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ،
لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِك
َ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ." (مت 5: 29)"