الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25 : 40)🍁
من أروع الوصايا التى وردت فى الإنجيل تلك التى تدعو إلى عمل الرحمة وتقديم العون للأخرين فهذه الوصايا
وبحق هى معبر للوصول إلى ميناء الرحمة وشاطىء النجاة .
ومن العجيب و المشجع فى آن واحد أن نرى السيد المسيح له كل المجد يعتبر القيام بأمور بسيطة وعادية ولا تحتاج إلى مجهود كزيارة المحبوسين والمرضى وإشباع الجوعان ...الخ
أعمال عظيمة يستحق الإنسان بسبب القيام بها أن يصير إن جاز التعبير دائناً للمسيح ووارثاً بسبب ذلك لملكوته الأبدى وبذلك رفع السيد درجة عمل الرحمة بهؤلاء الأصاغر إلى مستوى خدمته هو شخصياً وصدق قول القدّيس كبريانوس
[ اخدموا الفقراء تخدمون المسيح ] .
والعجيب أيضاً والمشجع
أن يربط الوحى الإلهى بين عمل الرحمة ومغفرة الخطايا كما فى" ( طو 4 : 11 ) ، ( لو 14 : 13 - 14 )
وهذا أمر أستصعبته بعض الطوائف البروتستانتية مما إضطرها لحذف سفر طوبيا ضمن الإسفار التى حذفوها التى كانت تقرر ان عمل الرحمة ينجى من الخطايا ونتائجها( طو 4 : 11 ) ولا شك أننا يحق لنا أن نفرح بأن عمل الرحمه يجلب لنا رضا الرب وغفرانه فهل رأينا حباً أعظم من هذا الحب الذى تبرزه وصايا الرب أن ننال رضا الله ومسرته باعمال عادية وبسيطة مثل هذه الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25 : 40)!
ومما هو جدير بالإشارة أن استخدام السيد المسيح لكلمة" الأصاغر " لا تعنى فقط الفقراء والبسطاء من الناس
بل وتشمل هذه الفئة كل الذين يجتازون بظروف صعبة تمنعهم من البلوغ والنمو والإرتقاء إلى المستوى الذى كانوا يرغبون فى الوصول إليه لأنه هؤلاء وبحق هم أصاغر يحتاجون الرحمة والشفقة ومد يد الاخرين لهم بالمساعدة كل حين .
ولهذا مدح الكتاب المقدس النفوس التى عملت الرحمة مثل مدحه لأيوب البار وطوبيت والسامرى الصالح وكرنيليوس وذلك لتشجيعنا على ممارسة هذا العمل ذاته أيام غربتنا على الأرض .
فلا يفوتك يا صديقى أن تكرم أخوة الرب الأصاغر فمن محبة السيد المسيح لهم دعاهم أخوته ومن محبته لمن يقدم لهم العون والمساعدة وعد بأن يقيمه عن يمينه فينال معه ميراث لا يبلى ولا يتدنس ولا يضمحل
فحرى بك أن تبدأ اليوم بالإهتمام بهؤلاء الأصاغر إن لم يكن على المستوى المادى فليس هناك ما يمنع من مساعدتك لهم معنوياً فالكثير منهم يحتاج إلى كلمات التشجيع والكثير يحتاج إلى من يشعر بالاخرين من حوله ولو ظلوا صامتين غير مثمرين لراحته المادية
والبعض يحتاج إلى الإبتسامة وقت المحنة
ومنهم من لا يرجو سوى الشعور بأن الذين حوله قادرين على الأهتمام بهم ولو لم يبدوا له أى رغبة فى تقديم المساعدة له
وهناك من يحتاج فقط إلى معرفته بك بل أقول أن من أخوة الرب الأصاغر من لا ينتظر منك سوى ان يراك فرح القلب مملوء من الرجاء وقوة الإيمان فهل ستبدأ اليوم بالبحث عنهم لإسعادهم بأى حال من الأحوال .
لك البركة إن فعلت هذا
ولك القرار والمصير .🌷
صلواتكم لضعفي
إبنكم القمص
جرجس زكي بنها