الاحد الثالث من الخمسين المقدسة (رحلة الثبات فى المسيح )
الكتاب المقدس
عندما اتامل فى طقس القراءات الكنسية اجد روعة وجمال طقس كنيستى واهتف فى داخلى قائلا لو لم اكن ارثوذكسيا لوددت ان اكون ارثوذكسيا.
رحلة الخمسين المقدسة هى احدى الاجزاء الجميله من رحلة القطمارس وهى فقرة من رحلة بدات من اول الصوم المقدس وتنتهى بعيد حلول الروح القدس.
† رحلة الخمسين المقدسة هى رحلة الثبات فى المسيح:
+ الاسبوع الاول كان مع الشرط الاول للرحلة وهو الايمان.
+ الاسبوع الثانى كان الشرط الثانى للرحلة وهو التناول.
+ واما هذا الاسبوع مع الشرط الثالث والاخير للرحلة والثبات فى المسيح وهو كلمة الله الكتاب المقدس كتاب الحياة.
هذا الاسبوع الذى ينتهى بانجيل السامريه (انجيل الاحد) وهذا الانجيل يعاد علينا فى فترة الصوم والخمسين 3 مرات الاولى فى احد منتصف الصيام والثانية الاحد الثالث من الخمسين والثالثة مع صلاة السجدة وبالتحديد انجيل السجدة الثالثة.
ان كانت قراءات هذا الاسبوع تتكلم عن كلمة الله فان اختيار انجيل السامرية يوضح كيف ان الكنيسة تخرج من كنزها (الكتاب المقدس) جدد وعتقاء.
+ فى الصو م
استخدمت الكنيسة انجيل السامرية لتوضح قدرة المخلص على مغفرة الخطايا وكيف ان التوبة تغير اخطى الخطاه الى اول الكارزين.
+ فى السجدة
توضح الكنيسه كيف ان حلول الروح القدس على التلاميذ جعلهم يشربون من ماء الحياه والذى يشرب منه يصير ينبوع ماء ينبع الى الحياه الابدية ويظهر ايضا هذا الانجيل من هم الساجدون الحقيقيون.
+ اما فى الخمسين
فالكنيسه تظهر ان المسيح القائم هو ماء الحياه وكلمته هى التى تروى وكل من يشرب منها ﻻ يعطش الى الابد.
ولكن الارتواء من كلمة الله مشروط لذلك فان انجيل الجمعة يوضح شرط من شروط الارتواء من كلمة الله (ان ثبتم فى كلامى فبالحقيقة تكونون تلاميذى( يو 8 : 31 )
فالمسألة ليس تصديق كلام بل ايمان به بل اتباع المسيح تماما والثبات فيه فالذين يتخذون كلام المسيح منهج وطريق يتبعوه تماما ويسلمون له الاراده والحياه وينفذون هذا الكلام والنتيجه هى بالحقيقة تكونون تلاميذى.
المسيحية ليس مجرد مبادئ دينية تعتنق ولا مجرد فرائض تؤدى بل هى تلمذة.
المفهوم العام لكلمة تلميذ المسيح هو المؤمن بالمسيح فكل المؤمنين بالمسيح هم تلاميذ المسيح، يذكر سفر الاعمال (ودعى التلاميذ مسيحين فى انطاكية اوﻻ) اى ان المفهوم العام لكلمة مسيحى هى تلميذ المسيح دعى مسيحين فى انطاكية اوﻻ لانهم كانوا مثل المسيح فى اعمالهم فى تصرفاتهم فى تعبيراتهم.
إن تواجدنا فى الكنيسة لا يجعلنا مسيحين وﻻ وجودنا كشمامسة اوخدام يجعلنا مسيحين، يقول احد الاباء ان ذهاب الشخص للكنيسة ﻻ يجعل احد مسيحيا تماما كما ان ذهاب احد الى جراج السيارات ﻻيجعل الشخص سيارة.
نعم المواظبة على الكنيسة والاشتراك فى الاجتماعات والمشاركة فى التبرعات هى شئ جميل ولكن كما يقول معلنا القديس بولس (ﻻ باعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس).
المسيحى هو الشخص المولود من جديد بالمعمودية والتوبة ليس المسيحى من يتبع طقوس او قواعد أخلاقية بل ان المسيحى الحقيقى شخص تائب عن خطاياه يضع ثقته وايمانه بالمسيح.
واما الختام فهو عن كيف نثبت فى كلام الله.
† اربع خطوات نتعامل فيها مع كلمة الله:
1 - نقرأه ومن خلال قراءته نلتمس ارشاد الروح القدس.
2 - اواظب على قراءته فقليل منتظم افضل من كثير متقطع.
3 - اشعر ان كل كلمة موجهه لك انت من الله خصيصا.
4 - طبق كل كلمة على حياتك
هذا الاسبوع حاول ان تشعر ان كل كلمة موجها للسامرية هى لك وطبق كل كلمه على حياتك، شيل السامرية وحط اسمك.
+ السامرية كان لها خمس ازواج ونحن لنا خمس حواس هل زوجنا حواسنا للعالم ام للمسيح.
+ المسيح كان لابد له ان يجتاز السامرة، والمسيح لابد له ان يجتاز العالم لياتى اليك.
+ المسيح كان ممكن ان يجتاز طريق آخر ليصل بعيد عن السامرة، وكنه فضل ان يجتاز السامرة، وفضل ايضا ان يتجسد ويصلب ويموت لاجلك انت.
+ السامرية تركت جرتها عندما عرفت المسيح وكل واحد فينا عنده جره محتاج ان يتركها، جره يحاول ان يملاها بماء هذا العالم وهو مع الاسف مالح عكر ﻻ يروى ... هل تركت هذه الجرة ام ﻻ ... من يريد المسيح ﻻبد له من ترك هذه الجرة ... ﻻيجعلون خمرا جديدة فى زقاق عتيق.
الهنا الصالح يعطينا نعمته يملنا بروحه القدوس والى لقاء جديد مع الاسبوع الرابع.