الاحد الاول من الصوم المقدس
اسبوع الاستعداد هو من اكثر الاسابيع التى قيل عنها فى طقس الصوم المقدس البعض قال انه اسبوع هرقل والبعض الاخر قال انه اسبوع تعويض عن ايام السبت والاحد الذى لايصام فيها انقطاعى والبعض الاخر يرى(وهى اقرب تفسير ) ان هذا الاسبوع كان يصومه الموعوظين (وليس الموعظين)
وهم الاشخاص الذين يقبلون الايمان وكانوا يظلوا تحت التعليم المسيحى لمدة ثلاث سنوات تنتهى بالصوم الكبير والذى كان يسبق المعمودية حيث كانوا ينتقلون من السامعون ثم الراكعون وقبل المعمودية كانوا يسمون المستنيرون اى استناروا ذهنيا ووصلوا الى مستوى الدخول للمعمودية وحيث انه كان يلزم ان يصوموا اربعين يوما قبل المعمودية وكانت المعمودية يوم احد التناصير (الاستناره)
لذلك كانوا يصومون قبل الصوم باسبوع وكان يصوم معهم ايضا اشابينهم ومع الوقت اصبحت كل الكنيسة تصوم معهموغالبا
هذا هو الراى الارجح لهذا الاسبوع.
وكن مع كل هذه الاراء الا ان قراءات هذا الاسبوع موجودة فى نسخ القطمارس التى يرجع تاريخها للقرون الوسطى وهى قطماراسات كانت منسوخة بخط اليد وان كانت الكنيسة مع الوقت اضافت بعض النبوات اللازمه لتوضيح معانى القراءات.
ان كان منهج الصوم هو الخروج مع المسيح لبرية التجربة وكما خرج شعب بنى اسرائيل للبرية للحرية هكذا نخرج مع المسيح لبلوغ ارض الموعد.
والاسبوع الاول هو الاستعداد للخروج مع المسيح ولكن كيف نستعد؟
الاستعداد لا يتم الا عن طريق فحص النفس على ضوء الوصيه لذلك كل اناجيل هذا الاسبوع هى تعاليم للسيد المسيح وذلك حتى نضع انفسنا فى مقارنه مع هذه التعاليم اين نحن منها:
اناجيل هذا الاسبوع ونبواته تحدث عنها كثيرين ولكن الملحوظه الجميله فى قراءات هذا الاسبوع هى رسائل البولس فليس من المصادفة (فطقس كنيستنا ليس خاضع للمصادفات) ان تكون رسائل البولس هذا الاسبوع ستة منها من رسالة معلمنا القديس بولس الى اهل رومية ومرة واحدة وهى يوم الخميس من رسالة معلمنا القديس بولس لاهل كورنثوس.
لقد اختارت الكنيسه ان تهيئنا بالاستعداد للصوم من خلال هذه الرسالة الجميله المهمه التى كان من اهميتها ان القديس يوحنا ذهبى الفم يحرص على قراءتها بالكامل مرتين كل اسبوع وكانت سبب لتغير القديس اغسطينوس وقد سماها الاباء كاتدرائية الايمان المسيحى.
حيث انها تحتوى على عناصر الأيمان المسيحى، هذه الرسالة منهج مسيحى متكامل يصلح ليس للصوم فقط بل لحياة المسيحى كل يوم كل العام.
هذا الاسبوع هو فرصة لنا جميعا لنتهيئ للصوم المقدس فاحصين لنفسنا من خلال قراءات الاسبوع فاحصين ايمانا من خلال رسالة رومية.
بركة الصوم المقدس تكون معنا