"عيد الختان المجيد"
خضوعه للناموس"بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله" (رو 2: 29).
الآن نجده مطيعًا لناموس موسى، وبعبارة أخرى نجد الله المشرع ينفذ القانون الذي شاء فسنَّه! أو كما يقول الحكيم بولس: "لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم. ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" (غل 4: 3-5). فالمسيح إذن افتدانا من لعنة الناموس، نحن الذين كنا عبيدًا للناموس، وأظهرنا عجزًا تامًا في العمل بشرائعه.
وكيف افتدانا بحفظه وصايا الناموس. وبعبارة أخرى أطاع المسيح الفادي الله الآب إطاعة تامة عوضًا عنا، كما هو مكتوب: "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبرارًا" (رو 5: 19).
سلم المسيح نفسه للناموس أسوة بنا، لأنه يليق به أن يُكمل كل برّ، واتخذ صورة عبد، وأصبح واحدًا منا نحن الذين بطبيعتنا تحت نير الناموس، بل دفع نصف الشاقل، وهو المقدار الذي فرضته الحكومة الرومانية على أفراد الشعب
إذا ما رأيت المسيح يطيع الناموس تتألم، ولا تضع المسيح الحر في زمرة العبيد الأرقاء، بل فكر في عمق السرّ العظيم، سرّ الفداء والخلاص
ترون أنه خُتن في اليوم الثامن، في اليوم الذي عين للختان الجسدي طبقًا للناموس، وقد سمِّي الفادي "يسوع"، ومعنى هذه الكلمة "مخلص" الشعب من أجلي خضعت للناموس الذي أنت واضعه، وأنا كاسره.
من أجلك، هب لي أن أتمتع بناموس الحب، وأتهيأ للحياة على مستوى سماوي.
(القديس البابا كيرلس الكبير)