أحبائي: الإنسان المسيحي إنسان سماوي، الأرض ليست وطنه. لا يتعلق قلبه بشيء من مقتنيات أو شهوات هذا العالم، يعلم أنه نزيل فيه وغريب. هو يستعمل ما في العالم دون أن يتمسك بشيء منه، ويعرف تمامًا أن حياته على الأرض فترة مؤقتة، وسيتركها عائدًا لوطنه: السماء.
لذلك لا يتقاتل عليها، ولا يخاصم أحدًا بسببها. يحسب العالم غريبًا عنه في تصرفاته وسلوكياته، إذ يجدها أسمى وأعلى؛ غريبًا في تقييمه للأمور خصوصًا المادية، وغريبًا في مبادئه التي يحيا بها. هو غريب عن العالم، ولكنه ليس غريبًا عن الله أبيه، ولا غريبًا عن السماء وطنه. كإنسان سماوي اسعَ دائمًا أن تسلك كسفير عن وطنك، ولتَعكس تصرفاتك صفات السمائيين.