خربة قمران :
تقع خربة قمران على الشاطئ الغربي للبحر الميت على بعد 20 كم من مدينة أريحا ، وبها أقدم دير في العالم يعود للقرن الثاني قبل الميلاد " دير الاسينيين " .
في هذه الخربة اكتشتفت مخطوطات البحر الميت ، تعود قصة اكتشاف المخطوطات الى العام 1947 م عندما عثر راعي بدوي من قبيل التعامرة على مجموعة من الجرار في احد الكهوف بالمنطقة مصادفة . وعندما وصل الأمر الى دائرة الاثار الاردنية والمدرسة الفرنسية للآثار بالقدس قام الطرفان بعمليات تنقيب في الكهوف حيث تم الكشف عن المزيد من المخطوطات التي يعود تاريخها الى اكثر من الف عام وهي تلقي الضوء على فترة مهمة في تاريخ فلسطين وهي الفترة التي سبقت ولادة السيد المسيح والفترة التى تلتها حتى عام سبعين ميلادي . وتتبع أهمية هذه المخطوطات من ذلك ، لإَافة إلى كونها تسبق أقدم مخطوطة للعهد القديم " التوراة " بأكثر من ألف عام . والمخطوطات هي عبارة عن كتابات على جلود الغزلان لجماعة دينية غير معروفة عرفت لاحقا باسم الاسينيين ، وهم جماعة دينية رهبانية يهودية ( نساك ) . تغطى الكتابات فترة تمتد الى 300 عام بما في ذلك فترة حياة السيد المسيح ، وتعطي صورة عن الوضع في فلسطين عشية ظهور الديانة المسيحية .
جاء الاسينيون إلى قمران في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد . وعاشوا في الكهوف المنتشرة حول الخربة ، أما الخربة نفسها فكانت تستخدم للعبادة والأعمال الجماعية الأخري مثل الكتابة والصناعة ... الخ . وكان يحكمن حياتهم قانون ديني متشدد ، وبموجبه عاشوا حياة تقشف وانعزال للعبادة والصلاة . لقد قضو حياتهم يكتبون المخطوطات ، ويصلون ويتعبدون في انتظار قدوم المسيح المنتظر . للتغلب على مشكلة الجفاف والحرارة ونقص المياه في المنطقة طوروا نظاماً مائيا معقداً ، فبنوا البرك والأقنية التي تحمل مياه الأمطار من وادي قمران القريب ولذلك يشاهد الزائر للموقع عدداً كبيراً من البرك التى كانت مياهها تستخدم للطهارة والاستحمام ، وايضا للشرب والاغراض المنزلية الأخري ، هذه البرك تنتشر حول الخربة من جهة الغرب ، ويمكن في الخربة مشاهدة السور الخارجي للدير والبرج وغرف الكتابة وبعض الغرف المخصصة للحرف ، كغرف للغسيل ، وصناعة الفخار ، وذلك يدل على أن هذه الجماعة عاشت حياة جماعية شبه شيوعية .
يبدو أن حياة هذه الجماعة في المنطقة انقطعت في حوالي العام 68 ميلادي حين قام الجيش الروماني في طريقه الى القدس بتدمير مدينتهم ، ففر الاسينيون من المنطقة . ربما أخفيت المخطوطات التى تم العثور عليها في الكهوف المحطية بالخربة في هذه الفترة على امل ان يعود اليها اصحابها بعد زوال الخطر ، ولكنهم لم يعودوا ابدا .ولا يعرف احد ما الذى حل بهم بعد ذلك ، فقد هجر الموقع نهائيا منذ هذا التاريخ . مازالت المخطوطات حتى اليوم موزعة على مراكز بحث ومتاحف كثيرة في مختلف انحاء العالم بغرض دراستها ، ويمكن رؤية بعض اجزاء منها في متحف القلعة بعمان في الأردن وفي متاحف القدس .
البحر الميت :
يطلق العرب على البحر الميت اسم " بحر لوط " أو " بحر زعر بنت لوط " وهو بحيرة مغلقة صغيرة وشديدة الملوحة فبفعل وقوع البحر الميت في منطقة حارة جدا وجافة خاصة في الصيف ، فان نسبة التبخر العالية منه ادت الى تقلص طوله من ما يزيد على 76 كم في بداية هذ القرن الى اقل من 50 كم اليوم .اما عرض هذا البحر فيتراوح بين 3 – 15 كم . يقع البحر الميت على مستوى 405 متر تحت مستوى سطح البحر العادى ، وبذلك فهو أخفض مكان في العالم كله . يعد البحر الميت ظاهرة غريبة في العالم ، فليس في هذا البحر أى نوع من الحياة بسبب ارتفاع نسبة ملوحته . للأسف فان هذا البحر في ضمور مستمر ، وهو مهدد بخطر حقيقي بسبب التبخر الزائد لمياهه وقلة كمية المياه التي تصب فيه من نهر الاردن بسبب مشاريع سحب المياه من أعالي النهر عند طبرية ،ـ وتحديا المشروع الاسرائيلي القطري وكذلك مشاريع الري الأردنية . وهناك خشية حقيقية من زوال البحر ولذلك هناك تفكير بفتح قناة تحمل المياه للنهر من البحر الأبيض المتوسط . تعد مياه البحر الميت وأملاحه علاجاً للكثير من الأمراض الجلدية ، ولذالك يؤمه السياح من مختلف أنحاء العالم للاستحمام في مياهه ويدهنون جلودهم بطمي البحر الغني بالأملاح . وتقوم بعض الشركات العالمية بتصنيع أنواع مختلفة من المراهم والأدوية للجلد من أملاح ومياه البحر الميت . هذا وقد أقيمت الكثير من الاستراحات والفنادق علي شواطئ البحر الميت شرقاً وغرباً ، وأهم هذه الاستراحات من جهة الغرب : جالية ، وعين الفشخة ، وعين جدي ، وعين بقيق ، وفيها تتوفر الحمامات وشواطئ للسياحة وغرف الغيار ، وفي بعضها تتوفر خدمات فندقية جيدة خاصة في عين جدى التى تبعد 55 كم جنوبي اريحا .