جبل ودير قرنطل ( جبل التجربة ) :
كانت مدينة أريحا البيزنطية في الموقع الحالي نفسه للمدينة ، وهو الموقع الذى انتقل إليه مركز المدينة من تلول أبو العلايق الى الجنوب بحوالي 2 كم ، وقد خلف البيزنطيون في هذه المنطقة عددا كبيراً من الكنائس والأديرة ، وأهم هذه جميعاً دير قرنطل .
يرتفع جبل قرنطل حوالي 350 متراً عن السهل المحيط به ، وهو يقابل وادي الأردن من الغرب . هنا قضى السيد المسيح أربعين يوماً وليلة صائماً وتعرض خلال هذه الفترة لإغراءات مختلفة من الشيطان ولكنه صمد ولم يقع في حبائل الشيطان . عند زيارة الدير المحفور في الصخر في سفح الجبل يجلس الرهبان زوارهم على الصخرة التى جلس عليها السيد المسيح أربعين يوماً متعرضاً لامتحانات الشيطان . في الحقيقة ان الكهوف الكثيرة الواقعة في سفح الجبل قرب الدير كانت جميعاً في الماضى أديرة سكنها الرهبان طلباً للعزلة والتنسك تخليداّ لذكري صيام السيد المسيح ، ولكنها اليوم غير مأهولة . الطريق الصاعدة إلى الدير شديدة الانحدار رغم التحسينات التي أدخلت عليها حديثاً ، ولكن زيارة الدير تستحق العناء بكل تأكيد . وقد جري مؤخراً تسيير قطار هوائي لنقل السياح من أمام تل السلطان إلى الدير " تلفريك أريحا " ، من الدير يمكن مشاهدة قلعة الدوك على قمة جبل التجربة ، وهي واحدة من سلسلة القلاع التي بناها هيرود لتوفير الحماية والرقابة لمنطقة الغور ، ومقبالها إلى الجنوب قلعة كبيروس ، وتمتد هذه القلاع حتى مسعدة جنوباً . كلمة قرنطل من أصل لاتيني وتعني أربعين وهي إشارة الى عدد الأيام التي قضاها المسيح صائماً على الجبل . هذا الاسم أعطي للجبل في القرن الثاني عشر الميلادي من قبل الصليبيين . بني الدير الحالي عام 1895 م على أنقاض كنيسة صليبية تعود للقرن الثاني عشر ، ويمكن زيارة الدير يومياً بين السابعة صباحاً والثالثة عصراً ، وفي الصيف من السابعة حتى الخامسة مساءً .
طواحين السكر :
في منتصف الطريق بين تل السلطان وجبل قرنطل ، على يسار السائر من التل إلى الجبل يمكن رؤية طاحونة سكر تعود للفترة الصليبية . كانت صناعة السكر معروفة في أريحا منذ العهد الإسلامي الأول ، ولكن الصليبيين الذين تعرفوا على السكر لأول مرة في فلسطين توسعوا في زراعة قصب السكر حتي غدت زراعته أهم زراعات أريحا ، ولذلك أقام الصليبيون عددا من الطواحين التى تدار بالمياه لاستخلاص السكر من القصب وتصديره إلى أوروبا . ويمكن في هذا المكان مشاهدة الطاحونة الحجرية وبقاياً الأواني الفخارية التي استخدمت لتجفيف عصير السكر ومشغل الفخار ... الخ . وأيضا بقايا القناة التي جلبت المياه من عين الديوك لتشغيل الطاحونة . للأسف الشديد فان هذا الموقع التاريخي المهم مهمل ، والطريق اليه غير ممهدة ، ولذلك فان عدد زواره قليل .
نعران :
تقع خربة نعران البيزنطية على بعد 4 كم شمالي غربي أريحا مقابل مخيم عين السطان ، وبالقرب منها عيون الديوك والنويعمة . يمكن من هنا مشاهدة بقايا القناة التي حملت المياه ممن هذه العيون إلى قصر هشام وخصوصاً الجسر الذي حمل القناة . في هذه المنطقة اكتشفت أرضية فسيفسائية جميلة عليها كتابة باللغة العبرية تقرأ " سلام على إسرائيل " وقد اكتشفت هذه الأرضية الفسيفسائية في باحة بيت خاص لعائلة فلسطينية . يعتقد البعض أن هذه الأرضية كانت لمعبد يهودي ، في حين يقول آخرون أنها كانت بيتا خاصا من القرن الخامس أو السادس الميلادى . لقد استولت اسرائيل على البيت ومازالت تحتفظ به حتى اليوم رغم وقوعه في وسط المنطقة الفلسطينية لاعتقادهم بقدسية المكان لليهود . هذا ويأتي المستوطنون من مستعمرات الغور للصلاة في هذا البيت الذى يحرسه الجنود الإسرائيليون والشرطة الفلسطينية طوال ساعات النهار والليل . زيارة الموقع متاحة للسياحة ، وهناك رسوم دخول