الاحد الثاني من شهر طوبة المبارك ( لو 11 : 37 – 36 )
( التطويب )
( رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له : طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما . " اما هو فقال : " بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونة ) " لو 11 : 27 – 28 " ) . لقد شهدت هذه المراة واعلنت ايمانها بتطويب البطن الذي حمل المخلص لتحقق ماقلته السيدة العذراء في بيت زكريا الكاهن ( فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني )" لو 1 : 48 " ولكن السيد اعلن حقيقة ايمانية اخرى انه ليس الاجهار بالايمان وحده يكفي انما لابد من الايمان المصحوب بالعمل اي حفظ كلمة الله بعد سماعها والعمل بها لان المسيحية ليست كلمات تحفظ وانما ايمان عامل ينقل الجبال والاشجار لذا قال الكتاب ( يا اولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان , بل بالعمل والحق وبهذا نعرف اننا من الحق ... لاننا نحفظ وصاياه ونعمل الاعمال المرضية امامه ) 1 يو 3 : 18 – 32 "
ربما البعض يظن ان كلام السيد امام الجموع الوارد في لو 11 : 27 " هو عداوة بينه وبين هذا الجيل الشرير ولكن هو اعمق حب فالطبيب الماهر عندما يكشف مرضا خبيثا في جسد المريض يجب ان يصارحه ليستاصل هذا الداء المميت ومن محبة السيد للبشر والجموع الملتفة حوله كان يصارحهم ويرشدهم ويعلهم لانه هكذا احب الله العالم " يو 3 : 16 " ولان : ( ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك ) " مت 18 : 11 " ولانه احبنا حتى الموت موت الصليب ولتاكيد محبته كلمهم بما يعرفون من الكتب والنبوات واوضح ان يونان عندما دخل بطن الحوت ومكث ثلاثة ايام كان يرمز لابن الانسان الذي سوف يدخل القبر ويقوم في اليوم الثالث .. فهكذا قال الكتاب : ( ليس لاحد حب اعظم من هذا : ان يضع احد نفسه لاجل احبائة . انتم احبائي ان فعلتم ما اوصيكم به ) " يو 15 : 13 – 14 .... نعم يا سيدي انت اعظم من يونان ومن اي احد في حبك بكثير جدا جدا . اعطينا يارب ان نحبك مثل ما احبيتنا . الى الهنا كل مجد وكرامة الى الابد امين
الراهب القمص متى الانبا بيشوي