الاحد الثاني من شهر بابه ( لو 5 : 1 – 11 )
دعوة الى العمق ( دعوة بطرس )
دعا السيد المسيح تلاميذه الاثنا عشر بطرق مختلفة وكانوا ايضا اشخاص متنوعين فاختار منهم العشار والصياد وغير ذلك ليجعل من الخدام انواعا متعددة يكون منهم البتول كيوحنا والمتزوج كبطرس وايضا الهادئ كيوحنا والحماسي كا بطرس ومن اماكن متفرقة ليجعل من كل مكان بركة فمن السفينة اختار بطرس في بحيرة " جنيسارت " واندراوس , ومن امام مكان الجبايه اختار (لاوي) متى واختار نثنائيل بواسطة الكلام معه عن تاريخ طفولته وكل دعوة لها اثر في نفس المدعو فهو يحيا ويذكرها ويذكر ما فيها من قوة ومعجزة كما يقول الاباء في حياة الرهبنة ( اذكر اليوم الذي خرجت من اجله ) اي اليوم اللحظه التي تمت فيها دعوته وخرج فيها عن العالم وطرحه وراء ظهره . وهنا ناخذ تامل من بعض تاملات دعوة بطرس من السفينه باسم ( دعوة الى العمق ) . اذ قال الرب يسوع لسمعان بطرس " ابعد الى العمق والقوا شباككم للصيد " ( لو 5 : 4 ) فاستجاب لهذا التوجيه مع انة هو صياد متخصص ولا ينقصه ان يوجهه احد الى طريق عمله ولكن هي دعوة للدخول للعمق . والعمق عكس السطحيه . وهذه الدعوة هي مقدمة لسمعان بطرس عليه ان يتذكرها ويعمل بها بعد ان يتحول عن هذه المهنة ويصبح صيادا للناس . ويعلم الجميع ان المسيح يدعونا للدخول الى العمق . العمق في الصلاة : هكذا يصلي معلمنا داود النبي بقوله : " من الاعماق صرخت اليك يارب " ( مز 130 : 1 ) والاعماق هنا هي اعماق الاحتياج الى الله . واعماق محبته . فهي صوت داخلي مرتفع نحو الله من اعماق الانسحاق واعماق الاعتراف بالخطية والتمسك بالله . فعندما كان يونان في جوف الحوت وانه دخل في اعماق الضيقة واعماق المشكلة صرخ الى الرب وقال " دعوت من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي " ( يون 2 : 2 ) . فهو يصرخ من عمق الاحتياج وعمق الاحساس بالضيق . العمق في فهم كلام الله : فكلمة الله كلمة سماوية لها اعماق وتحتاج الى فهم واعلان سماوي لذلك صلى معلمنا داود وقال : " غريب انا في الارض فلا تخف عني وصاياك " ( مز 119: 19 ) . اذ يراها في اعماقها انها ليس لها نهاية فيقول : " لكل كمال رايت حدا اما وصيتك فواسعة جدا " ( مز 119 : 96 ) . العمق في المحبة : وهذا العمق يستمد من عمق محبة الله لنا عن طريق الروح التى قيل عنها تفحص كل شئ حتى اعماق الله ( 1 كو 2 : 10 ) وعمق محبه الله الذي وصل الى حد الموت " ( هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية ) ( يو 3 : 15 ) المحبة العميقة التى جعلت يوناثان يتعلق بداود ان المحبة وصفها الكتاب انها اقوى من الموت مياه كثيرة لا تستطيع ان تطفي المحبة والسيول لا تغمرها ان اعطى الانسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا ( نش 7 : 8 ) .
اعطنا يارب ان نحبك من اعماق قلوبنا كما انت احببتنا وخلصتنا
الى الهنا كل مجد وكرامة الى الابد امين
الراهب القمص متى الانبا بيشوي