الاحد الثاني من شهر توت ( لو 10 : 21 – 28 )
( ابتهاج يسوع )
وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح القدس وقال : " اشكرك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال الصغار" . نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك .
" 21 " لقد ورد عن المخلص في الانجيل انه بكى , وبكى على قبر لعازر صديقه وحبيبه , وبكى على اورشليم وخرابها العتيد ولكن لم يذكرعنه قط انه تهلل الا في هذا الموضع , وتهلل لا لدواعي عالمية , اذ لم يكن يعبا بها بل لا سباب روحية كانت كل افكاره متجهة اليها . فلقد ابتهج بسبب فوز الخطاة بالخلاص وقبول الضعفاء والجهلاء لبشارة الانجيل , في حين رفضها الحكماء والفهماء من بني اسرائيل , الذين استحكم فيهم الغباء فتعاموا عن الحق واصروا على العصيان . واذا تهلل بالروح قال " اشكرك ايها الاب " وهذا الشكر لم يكن يقصد به الشكر على احسان , بل اعلان الرضا عن المشورة المحتومة , فكانه يقول لابيه حسنا فعلت اذ ان الذين كانوا حكماء في الامور الدنيوية وفي ظاهر الشريعة كالكتبة والفريسيين وامثالهم , وظنوا انفسهم كذلك في الروحيات , وهم في الواقع يجهلونها كل الجهل , هؤلاء قد اخفيت عنهم بشارة الانجيل , واعلتنها لسليمي النية وانقياء القلوب ويريد بهم الرسل السبعين وامثالهم , الذين حسبهم الناس اطفالا في الحكمة والفهم , وحسبوا انفسهم مساكين وفقراء وعميانا , كما قال بولس الرسول : < بل اختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء , واختار الله ضعفاء العالم ليخزى الاقوياء > (1 كو 1 : 26 – 27 ) , وكما يقول يعقوب الرسول : < اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه ؟ (يع 2 : 5 ) وغير خاف ان معرفة الذات والاعتراف بسوء الحالة هما الخطوة الاولى نحو الصلاح , وان التواضع والطاعة هما اولى الدرجات نحو معرفة اسباب الخلاص .
اعطنا يارب ان نسمع وصياك بفهم وقلبا نقيا ونسلك في طريقك باتضاع ووداعة
والى الهنا كل مجد وكرامة الى الابد امين
الراهب القمص متى الانبا بيشوي