الاعظم في ملكوت السموات
الاحد الاول من شهر توت ( لو 7 : 28 – 35 )
تأتي قراءة هذا الفصل في الاحد الاول من شهر توت وفي الاسبوع الاول من هذا الشهر حيث تعيد الكنيسة في اليوم الثاني من شهر توت بتذكار استشهاد القديس يوحنا المعمدان على يد هيرودس فتكون قراءة هذا الفصل مناسبة ومرتبطة بهذا الحدث كما تقدم الكنيسة في صلاة عشية هذا اليوم من انجيل معلمنا متى الاصحاح الحادي عشر والذي يقول " الحق اقول لكم لم يقم بين المولديين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان ( مت 11 : 11) وفي انجيل قداس هذا اليوم يقول معلمنا لوقا : " لأني اقول لكم انه بين المولديين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان (لو 7 :28) .
والكنيسة تلقب القديس يوحنا المعمدان بالسابق الصابغ والشهيد وهو شخصيه يحوز مكانه خاصة اذ انه يحسب ضمن انبياء العهد القديم وهو اخرهم كما انه يحسب من شخصيات العهد القديم لأنه عاين السيد المسيح وشهد له وعمده في نهر الاردن وذلك تضع الكنيسة اسمه بعد اسم السيدة العذراء في قائمة القديسين الذين يذكرون في المجمع في صلاة القداس الالهي
ناخذ صفه من صفاته ( ليس من هو اعظم )
هذه شهادة من فم السيد المسيح له المجد عن يوحنا المعمدان والشهادة تاخذ قيمتها من مركز قائلها فاذا شهد شخص له سلطان او مكانة لو قدوة عن شخص فسيكون حجم هذه الشهادة بمقدار وضع ومكانة هذا الشخص وتاخذ مكانتها بمفهوم من يشهد عن العظمة وما يقصد من دلائل وبناء على ذلك نقول ان الذي شهد ليوحنا هو السيد المسيح ومن هو السيد المسيح ؟ هو الله الكلمة الظاهر في الجسد هو فاحص القلوب ومختبر الكلى فهو يشهد عن يوحنا بالعظمه فهذا يبين فحص القديس يوحنا وحالته الروحيه والقلبية خاصة ان اتجاه الشهادة ليس له مدلولات ارضيه اتجاه الشهادة فلم يكن يوحنا اعظم مواليد في مركز عالمي او وظيفه او في لقبه او في اكله او في مسكنه فقد شهد الكتاب هذه الامور ان يوحنا كان ابسط واقل من اغلب مواليد النساء فطعامه كان جرادا وعسلا بريا وكان لباسه من وبر الابل وكان مسكنه هو الصحراء وقد سال السيد المسيح مرة عن يوحنا بقوله لليهود : ( وبينما ذهب هذا ابتدا يسوع يقول للجموع عن يوحنا ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا اقصبه تحركها الريح لكن ماذا خرجتم لتنظروا انسانا لابسا ثيابا ناعمة هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في بيوت الملوك لكن ماذا خرجتم لتنظروا انبيا نعم اقول لكم وافضل من نبي ) (مت 11 : 7- 9 ) . اذن هذا التفضيل الذي ذكره السيد المسيح يعني به امورا غير كل دواعي العظمة الارضيه وعلينا ان نتبع هذة العظمة الحقيقيه في حياة يوحنا والتى قصدها السيد المسيح له المجد مع ان يوحنا ليس اعظم من السيدة العذراء وليس اعظم من هو اصغر منه في مواليد النساء في بني طقسه . وجوانب كثيرة تجعل يوحنا اعظم مواليد النساء سنذكرها في مقالات مقبله وونختم تاملنا هذا بقول ذهبي الفم عن يوحنا
(اليد التى اكدت انها غير مستحقه ان تمس حذاء السيد سحبها المسيح على راسه ) يارب اعطنا ان نسلك بتواضع القلب والذهد من مقتنيات العالم لترفعنا الى فردوسك وبركة القديس يوحنا المعمدان تكون معنا جميعا
والى الهنا كل مجد وكرامه الى الابد امين
الراهب القمص متى الانبا بيشوي