الاحد الثاني من شهر مسرى ( لو 5: 27 – 39 )
( دعوة واختيار اللاوي العشار )
ان دعوة كل واحد من تلاميذ السيد المسيح له المجد كان لها موضوع واهمية وطريقة تحتاج الى تحليل روحي وايماني، لان لحظة الدعوة للخدمة هذه تمثل نقطة تحول في تاريخ كل واحد من التلاميذ. ولا يمكن ان يترك تأثيرها في حياته وفي خدمته . وهكذا في حياة الرهبنة نذكر ان الآباء يقولون للشخص الذي سلك في طريق الرهبنة " اذكر اليوم الذي خرجت فيه..... اذكر الهدف الذي خرجت من أجله " . ودعود لاوي (متى) كان لها عمق عظيم وطريق روحية قوية رائعة .
وبعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له اتبعني فترك كل شيء وقام وتبعه "( لو5 : 27 - 28 )
إنها دعوة الآب السماوي لعشار كان في نظر المجتمع اليهودي أنه هالك ولكن أبانا السماوي الذي جاء من أجل المرضى والهالكين وجه له الدعوة ليأتي إليه ويتبعه ويتخلص من عتيقه لينعم بطاعة الآب كما ذكر بولس الرسول قائلا (( أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق . اكرم اباك وامك التي هي اول وصية بوعد لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الاعمار على الارض . وانتم ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وانذراه . ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح . لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب . خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس . عالمين ان مهما عمل كل واحد الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان ام حرا )) . ( اف 6: 1 - 9 ). ولم تكن الدعوة قاصرة على الطاعة وحسب إنما كانت تحتاج الى ان يخلع الانسان العتيق ليلبس الجديد ويبدا مشوار الترك والعطاء كما يعلمنا الكتاب قائلا (فأقول هذا واشهد في الرب ان لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الامم أيضا ببطل ذهنهم. إذ هم مظلمو الفكر ومتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم . الذين اذ هم قد فقدوا الحس أسلموا نفوسهم للدعارة ليعلموا كل نجاسة في الطمع . وأما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا . ان كنتم قد سمعتموه وعلمتم فيه كما هو حق في يسوع . ان تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور وتتجددوا بروح ذهنكم .) ( اف4 : 17 – 23 ) انها دعوة الى النور والحق والحياة فهي موجهه الى الجميع (تعلوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا أريحكم ) (مت 11 :28 ) . دعوة للجميع ( لا تستثني أحدا لان الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ) (اتي 2 : 4) . انها دعوة سمائية شملت العرج والعسم والخطاة وغير المستحقين والمزدرى وغير الموجود بسبب محبة الداعي للوليمة
اعطنا يارب ان نتبعك من كل قلوبنا عندما تدعونا نحن الخطاة الى طريقك
وإلى إلهنا كل مجد وكرامة إلى الابد امين
الراهب القمص متى الانبا بيشوي