الشهادة ليسوع
" والآب نفسه الذى أرسلني يشهد لى " ( يو ٥: ٣٧)
لاتظن أيها القارئ العزيز أن السيد يسوع المسيح كان فى حاجة إلى من يشهد له، كما جاء في إنجيل معلمنا يوحنا البشير : " أما أنا فعلى شهادة اعظم من يوحنا. لأن الأعمال التى أعطانى الآب لآكملها، هذه الاعمال بعينيها التى أنا أعملها هى تشهد لى أن الآب أرسلنى، والآب نفسه الذي أرسلنى يشهد لى " ( يو ٥ : ٣٦- ٣٧ ) وقد شهد لي فعلا ً حال العماد وفي جبل التجلى قائلا ً: "هذا التى الحبيب الذي به سررت" (مت ٣ : ١٧)
من هذا يتضح انه ليس فى حاجة الى شهود يقدمونه للعالم، فأعماله الخالدة تشهد له والآب نفسه شهد له، وهل بعد شهادة الآب من شهادة؟ ولكنه يود من تلاميذه الذين لازموه من البدء وشاهدوا معجزاته الفائقة وأعماله العظيمة والذين تمتعوا بالشركة معه وأخذوا كاس الخلاص من يديه ...
يود من تلاميذه الذين رفع مقامهم والذين ضمن لهم كتابة أسمائهم فى سفر الحياة، وبالجملة الذين غرقوا في لجة إحسانه وامتلأوا من فيض أنعامه أن يقدموا هة الشهادة اعترافاً منهم بفضلة عليهم وإقراراً منهم بصنيعه معهم.