الشهادة تحتاج الى القوة والشجاعة
كثيرون يمتنعون عن الشهادة ليسوع خجلاً . وآخرون يمتنعون ضعفاً وجبناً وآخرون لا يشهدون خوفاً على أنفسهم أو على مراكزهم او إموالهم ومن هنا يتبين أن الشهادة تحتاج إلى شجاعة أدبية وإلى قوة روحية . ولم يغفل ، سيدنا عن هذا ، فقال لتلاميذه : " وستنالون قوة من الأعالي متى حل الروح القدس عليكم ، وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي اليهودية والسامرة وإلى أقصى الارض " ( أع ١ : ٨ ) وقال في موضع اخر : " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله لكم من الأب روح الحق الذي من الأب ينبثق فهو يشهد لي تشهدون أنتم إيضاً لأنكم معى من الابتداء " ( يو ١٥ : ٢٦، ٢٧ ) فالروح القدس هو الذي يهب القوة والشجاعة والإقدام ويقضى على الخوف والخجل والضعف والجبن ، انظر إلى بطرس قبل ان يمتلئ من الروح القدس ... انه كان جابناً ضعيفاً ، فأنكر سيده أمام جارية ، وأنكر بقسم أنه لا يعرف الرجل ، ولكنه بعد أن امتلأ من الروح القدس ، امتلأ قوة وشجاعة ، وفاض غيرة وحماساً وابتدأ يشهد باسم يسوع جهاراً بلاخوف ولا خجل ، ولم يمنعه من القيام بهذا الواجب المقدس تهديد رؤساء الكهنة ولاو عيد مجمع السنهدريم ، لقد كان الروح فيه وفي التلاميذ تياراً جارفاً وقوة دافعة لم يكن إلى وقفها من سبيل ولذلك نقرأ القول : " وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت جميعهم " ( أع ٤ : ٣٣ ) .... هذا هو السر في تقدم الكنيسة ونجاحها في القديم وانتشارها على أيدي هؤلاء الصادين