- مفهوم الخلاص:
+ هناك مفهوم آخر هام جدًا، فعندما نقول: "ليس بأحد غيره الخلاص"، كيف يأتي هذا الخلاص؟ البعض يقول يكفي الإيمان (آمن فتخلص). ولكننا لا نوافق على هذه العبارة.
+ لماذا لا نوافق على عبارة: "آمن فتخلص"؟
لأن الإيمان معناه أنك تُصدِّق، معناه: الثقة بما يرجى، والإيقان بأمور لا ترى، ونص الآية: "وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 11: 1)، أي أنك متيقن من الأمور وأشياء تُرجى.
فعندما أقول أنا آمنت بالمسيح معناها أني آمنت بكلامه، وتعاليمه، وشخصه أنه ابن الله، وأنه صُلب من أجلنا، وأنه مات وقام، وأنه صعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب، وأنه يدعونا للحياة الأبدية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كل هذا عبارة عن مواضيع مرتبطة بالمسيح، بينما الخلاص في مفهوم الكتاب المقدس والآباء والكنيسة هو الاتحاد بالمسيح، وليس بالمواضيع.
الخلاص هو الإتحاد بالمسيح، فإذا كنت متحد بالمسيح أخلص، وبدون الاتحاد بالمسيح لا يوجد خلاص. والمسيح شخص وليس مواضيع.
+ من جهة المواضيع، إذا سألنا الشيطان سنجده يعرف ويصدق نفس المواضيع التي نعرفها ونصدقها، "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!" (رسالة يعقوب 2: 19). فالإيمان عبارة عن مواضيع نتكلم فيها وهذا غير كافي للخلاص. أنا لا أتحد بموضوع أو بفكرة! لا بد أن أتحد بشخص هو المسيح.
+ السيد المسيح قال لنا في مثل الكرمة: "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ... إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ" (إنجيل يوحنا 15: 5). كيف يخلص وهو في النار؟! إذًا سر النجاة هو الاتحاد بالمسيح كشخص.
+ أما من جهة الأفكار فمن الممكن أن يكون شخص ملحد يقول لك: أنا لا أؤمن بوجود الله، لكنني معجب بتعاليم المسيح السامية. ممكن شخص غير مسيحي يقولك: أنا أصدق وأؤمن أن المسيح هو الله. كل هذا جميل، ولكن هل هذا التصديق يكفي أن يدخل به السماء؟! دون معمودية؟! دون تناول؟! دون حياة مع المسيح...؟! قد يكون المسيح بالنسبة لأحد الأشخاص شخص عظيم، ولكنه لم يتحد به! لذلك فالخلاص هو الإتحاد بشخص المسيح.
+ الإتحاد بالمسيح هو: الكنيسة، لأني سأتحد من خلال جسده، ولن أكون وحدي بل كلنا معًا، وكلنا معًا نكون كيان واحد هو "الكنيسة" التي هي جسد المسيح.
+ لذلك عندما نقول له: "يا رب افتقدنا بخلاصك" معناها: دخلني فيك، أو وحدني بك. فيقول لي الرب: "اذهب إلى الكنيسة لأني أنا والكنيسة كيان واحد".
فيجب أن نتحد بالمسيح من خلال الكنيسة.