أن يكون الصوم فقط امتناعاً عن الأكل، هذا حطّ من كرامة الصوم.
المطلوب في الصوم ليس الانقطاع بواسطة الفم، بل الانقطاع عن أي شيء بواسطة العيون، والآذان، والأرجل، واليد، وكل الجسم.
تصوم الأيدي بالطهارة والابتعاد عن السرقة والبخل وعمل الرذيلة، والأرجل بالابتعاد عن الذهاب إلى الأماكن المحرمة، والعيون بالامتناع عن النظر إلى أي شيء يُغريها.
إن طعام العيون هو النظر، فإذا فسد أبطل خير الصيام، وإذا صلُح نفع الطعام.
وإنه لغريب حقاً أن يمتنع الإنسان عن مأكل، ليس فيه شرّ بحدّ ذاته، وأن لا يمتنع عن نظرات تسبّب له لذّات محرّمة.
فإذا منعت عن فمك اللحم، إمنع بالوقت نفسه عن عينيك ما يضرّها ويفسدها.
آَلزم أُذنيك بصوم قاسٍ وذلك بالامتناع عن سماع النميمة والإفتراء.
قال الرب ابتعد عن كلام شرير وخداعه، ماذا ينفعك بأن تمتنع عن أكل السمك واللحم إذا نهشت قريبك بلسانك المغتاب والمؤذي.
القديس يوحنا الذهبي الفم