قصة السامرية من أجمل القصص وقد وقعت وقت الساعة السادسة أي مثل الوقت الذي صلب فيه السيد المسيح مثلما نصل (يامن في اليوم السادس وفي وقت الساعة السادسة سمرت من أجل الخطية التي تجرأ عليها أبونا آدم).
ونحن نعرف هذه القصة والكنيسة تخصص لها الأسبوع الرابع من الصوم المقدس والأسبوع الثالث من الخماسين المقدسة نسمية أسبوع الماء الحي وفي العنصرة نخصص لها السجدة الثالثة . لكن سنتحدث عن تركت جرتها . فالحياة بها مبادئ مثلاً:
• مبدأ الامانة ولها قوانين تنظمها
• مبدا مساعدة الاخر فكل أحد يجب أن يساعد الآخر .
• وأحد المبادئ الأنسانية مبدا الترك. وهو له وجهان الترك بإرادة أو غير إرادة
1- فالترك بالإرادة له أشكال : من يترك أباه وأمه و يلتصق بأمراته فهو يترك من أجل تكوين عائلة ومن أجل ذلك يجب الترك
2- الترك من أجل تكوين شخص ففي مراحل الانسان يترك لتنمو شخصيته مثال :عندما يُفطم
3- الترك من أجل عشرة المسيح وهو يسمي في الحياة الرهبانية (بالفقر الأختياري) أي يترك مالديه من أجل المسيح.
4- الترك من أجل طاعة المسيح ونجد فيه مثال أبونا إبراهيم عندما أتي إليه أمر بترك أرضه.
5- الترك من أجل حياة مادية أفضل مثال قرار الهجرة لتحسين المستوي بحثاً عن حياة أفضل مادياً – أقتصادياً -.........
• الوجه الأخر (الترك الاجباري)
1- التهجير مثل تهجير السكان في العراق وسوريا ومثال أحداث السبي في الكتاب المقدس .
2- الترك الذي بالموت فالانسان بالموت يترك كل شئ
والانسان يقع في أشياء كثيرة مثل : فضيلة القنية وحب التملك والانانية والبحث عن النصيب الأكبر . ولكن المرأة السامرية كانت تضع كل أحلامها في جرتها تحملها يومياً وتملأ بها الماء وهذا كان كل عالمها ولم يتعدي عالمها سوي الشرب من الجره وتفرغ وتملأ فإحتياجها للماء دائما
وفي المقابل السيد المسيح علي الصليب عندما قال أنا عطشان فهو كان عطشان لخلاص البشر أي خلاص كل أحد
وهي كانت عطشانة ولم تكن شبعانة وهي لديها تعبير عن عدم الشبع مثل العالم يقدم كل يوم ولكن لا يشبع الانسان إلا بعمل الله في قلبه .
ونتيجة لعدم شبع الانسان تحدث الحروب حيث أنه غير قادر علي محبة أخيه .وهذه المرأة عندما وصلت قالت له أنت تكون المسيح
وهذه المرأة نسيت حياتها بالكامل لأنها صارت في مواجه مع شخص السيد المسيح وبدأت تشعر أنه هو الماء الحي ولذا تركت جرتها وهنا رسالة انك لا تستطيع أن تبدأ حياة جديدة ما لم تترك شيئاً وهي ذهبت تقابل كل إنسان بحماس شديد حيث صارت فيها طاقة وحماس عالية ونادت كل واحد ألعل هذا هو المسيح لقد وجدت الكنز .
شكرً لك أيتها المرأة السامرية لأنك وضعتينا علي الطريق فأول الطريق هو الترك (لكي تتزوج يجب أن تترك – تترهب يجب أن تترك) والحياة بنيت علي هذا المبدأ -مبدأ الترك- ومن صورتها التي كانت عليها تحولت لكارزة وعلمتنا الدرس
وهكذا تواصل معها السيد المسيح وهي كانت بمثابة مفتاح يكسب به هذه المدينة وكان أول شعب ينادي المسيح أنت هو مخلص العالم . فلا تستهين بإنسان فالمسيح استخدمها في حوار أكثر من رائع وكسب بها السامرة
"طوباكي أيتها السامرية نتعلم منك الكثير تركتي المياه القديمة وأخذت الجديدة"
يوجد لدينا ما يمتلكنا وهذا إن لم تتركه برضاك سياتي وقت يترك كل شئ
• توجد 3 كلمات في اللغة العربية مرتبطين بموضوعنا وهم:
1- حياة التخلي
2- حياة التحلي
3- حياة التجلي
• حياة التخلي عن الارضيات كيف ؟ التخلي عن العلاقات الارضية عن الخطايا والقيود . التخلي عن الفكر المرتبط بالأرض فهو مرتبط بالتراب وهذه ينبغي أن يمارسها الانسان في حياته دائما
• حياة التحلي بالفضائل والسلوكيات فزين حياتك بالفضائل وكأنك تعيش هواية جمع الفضائل
• حياة التجلي وهي أمر مرتبط بالسمائيات وتعني ان الانسان عندما يدخل إلي أعماق الصلاة والتمتع بالعشرة مع المسيح والصلوات والتسابيح تكون حياته فيها نوع من التجلي حياته مشغوله بالسما ء والملكوت والنصيب السمائي
هذه الصورة نأخذها من السامرية عندما يقول الكتاب تركت جرتها
تأمل من عظة البابا تواضروس الثانى