راجعوا أنفسكم مراجعة عنيفة لا تقبل الهدنة أو المهادنة أبدا.
اصلبوا أنفسكم قبل أن يسخر منكم الشيطان في اليوم الأخير ويقول لكم : «أنتم أولادي، إلي أين أنتم ذاهبون ؟ أنتم لستم للمسيح أنتم لي. أنتم ملكي وقد اشتريتكم. لقد أخذتم مني شهوات وأموالا و.. و.. وكرامة. أنا الذي أعطيتها لكم وربطتكم بحبال رفيعة وغليظة. أنت ليس ابنا للمسيح، ليس لك شئ في المسيح. إني أتحدي المسيح أنه يقدر أن يأخذك من قبضتي». لماذا يقول الشيطان هذا؟ لأن هذا الإنسان أعطي نفسه وكل شهواته وكل حياته للعالم وللناس.
من يقدر أن يخلصك إن كنت لم تعط المسيح كل قلبك؟ من يقدر؟ قالها المسيح: «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟».(مت٢٦:١٦).
انتبهوا؛ إن كنت قد كسبت الكثير من الناس كرامه ومجدا ومالا، فهذا كله سوف تتقيأه هنا في العالم وتخرج منه بلا شئ. لن تأخذ معك مالا ولا شهوات ولا بيوتا ولا ثروات ولا غني ولا صيتا ولا شيئا بالمرة. ستخرج عريانا.
يا ابني اسمع نصيحتي وتعال: «أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ».(رؤ١٨:٣). ولكي تنفتح عيناك علي الإنجيل ثانية لكي لا تعود تقول: «إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ».(رؤ١٧:٣). هذا ما سيقال لكم في السماء وليس مني. بل من الذي يعرف أن يقول ويحاسب بالحق؟ أما أنا فليس لي غير التحذير، ولكن ليس لي أن أحاسب أحدا.
القمص متي المسكين