هل يوجد ميناء سلام مشابه للكنيسة, وهل هناك فردوس (مملوء بثمر البر) مثل اجتماعكم. نحن هنا نجد الملجأ الأمين من كل خبث الشيطان, هنا المسيح يثبتنا في أسراره.
لن تُرى عنا حواء الساقطة في التعدي, ولكن ستُرى الكنيسة باذلة جهدها لترفعنا إلى فوق.
لا توجد هنا أوراق شجر, ولكن فقط ثمار الروح الشهية..
لا يوجد هنا شوگـ وحسگـ ، ولكن كرمة خصبة وعصارة حياة.
وإن وُجد فيها شوكة, سأحولها في الحال إلى زيتونة.
ماذا يهمنا من ضعف الطبيعة هنا حيث تسود الحواس السائبة,
فإن قابلت ذئباً حوّلته إلى خروف ليس بتغير طبيعته لكن
بتهذيب حواسه.
الكنيسة شبيهة بفلك نوح:
من الممكن أيضاً أن نؤكد دون مبالغة أن الكنيسة ميناء أعظم
حتى من فلك نوح. لأن فلك نوح استضاف الحيوانات العجماوات وحفظ حياتها سالمة, بينما الكنيسة وهي تقدّم لهم الملجأ تحوّلهم
إلى جدة الحياة. سأوضّح لكم هذا:
تخيلوا مثلاً صقراً دخل إلى الفلك فإنه سيخرج صقراً كما هو, وكذلك الذئب إن دخل فسيخرج ذئباً كما هو, ولكن إن دخل الكنيسة صقر فعلى العكس سوف يخرج حمامة وديعة, وأيضاً الذئب إن دخل الكنيسة سيخرج خروفاً هادئاً, والحية ستخرج حملاً وديعاً. إذن فالكنيسة لا تعمل على تحويل طبيعة الكائنات ولكن تنتزع منهم الشر.
✠ القديس يوحنا ذهبى الفم ✠