للقدّيس أفرام السّرياني
إن سقطت في خطيئة الزنا لا تبقى واقعاً أسفل. ولا تزدرِ بطول أناة الله وصبره. تذكّر أنّ الموت لن يتأخّر (سيراخ 12:14). تذكّر أنّك لن تستطيع أن تهرب من أيدي الله. لا تكن غير مبالٍ بل تُبْ.
اسكب دموعاً، تنهّد لأنّ الشّيطان قد استهزأ بك. لا تتهامل ولا تكن غير مبال بل قف بشجاعة أمام المعادي وسدّ النّافذة التي منها يسرقك العدو عادة، فيرجع عندئذ خاوياً لأنّه لم يجد المدخل المناسب.
إغلاق النّافذة هو حفظ حواسّنا التي منها يتسرّب في النّفس الخير أو الشّرّ: النّظر، السّمع، اللمس، الذّوق، ولا ندع أفكارنا تتشتّت باطلاً بما لا يليق.
إن كنّا أيّها الأحبّاء غير مهتمّين بخلاصنا ربّما تفاجئنا نهايتنا ونخرج من هذه الحياة في الوقت الذي فيه نُدان. ماذا نظنّ عن هذا الذي مات؟ هل يعود بعد إلى بيته؟ بعد سنة، بعد مائة أو ألف سنة؟ لماذا نطالب بأشياء لا تبقى ونزدري بأمور باقية؟
قل للذي يريد أن يخضعك للرّغبات الدّنسة:
“يا عدوّ الحقيقة هل أخجل منك وأتمّم رغباتك؟ اذهب عنّي إلى من يشبهك من أناس دنسين. اتبع غرائز الخنازير واغرق معهم (متى 31:8-32). لن تراني بعد عبداّ منصاعاّ إليك، متمّماً رغباتك. كفى الوقت الذي عبر باطلاً. من الآن فصاعداً سأهتمّ بالحقيقة. سوف أبتهل إلى الله لكي ينجّيني من أعمالك. لقد منحني الرّوح القدس وأنا أغضبه. لقد أعطاني
نفساً وجسداً نقيّين وأنا دنّستهما” هكذا قل أيّها الحبيب لذاك الذي يحاول أن يوقعك في الأهواء المهلكة.
قال أحد القدّيسين: يشبه الزنا كلباً إن داعبته تعلّق بك وإن طردته هرب. فأرجوك انتبه إلى نفسك ولا تتهامل في سلوك حياتك. لا تخسر أثمار أتعابك بسبب تمتّع صغير، ولا تسلّم بداعي عدم الطّهارة أجرة عملك، أجرة الهدوء والإمساك والفضائل الباقية. لا تخسرها بسبب عدم الطّهارة وتتشبّه بذاك الذي يضع أجرته كلّها داخل كيس فاسد. قليل من الخمير يخمّر العجين كلّه (1كو 6:5). أما أنت فاحفظ نفسك من كلّ شيء بمخافة الله.