الانسان الذي يحمل حقداً في صدره يخفي حيّة في قلبه. تعلمون، أيها القراء الأعزاء، من تجربتكم الخاصة، كم تكون نفسكم مُثقلة عندما تتخاصمون مع أحدهم. يكون الأمر كما لو أن جبلاً يدفعكم بثقله للأسفل
تعجزون عن التنفس بسهولة وحرية. تشعرون أنكم مقيّدون، لا بل وأسوأ من ذلك، لأن الأسير الذي يكون جسده مقيّداً تكون روحه حرّة. أما في حالتكم، فإن الروح تكون مقيّدة بسلاسل الخصام الشيطانية، فيكون الجسد ضعيفاً بسبب ذلك. من يتخاصم مع جاره لا يتبع الرب يسوع بل يتبع خطط الشيطان فيكون عبد للذات والكبرياء . هل هناك عبيد سعداء؟ كلا، لا يزهر أي فرح بين أعشاب الخطيئة، وحتى أقل من ذلك بين أشواك الحقد والخصام. عندما تكُنّ الضغينة لأخيك، فإن السلام لا يسكن قلبك
من ناحية أخرى، كم تشعر روحك بالنور إذا ما تصالحت مع عدوّك!
فإنك سترغب، كما العصفور المُحرّر من القفص، أن تطير الى السماء لشدّة فرحك. إنك تسرّ بالمصالحة أكثر مما لو وجدت كنزاً
بالتأكيد، فإنك قد وجدت ما هو أثمن من الكنوز. إنك قد وجدت المحبة وتغلّبت على عدوّك محوّلاً إياه من خصم الى أخ
يعبّر الناس البسطاء عن ذلك بشكل جيّد: “الخصام عمل الشيطان”. هذا هو سبب جلبِه الظلام إلى النفس ليوقعها في الغم والعذاب كما لو أنها في الجحيم
إن نعمة الله التي تجلب السلام والفرح للقلب، تهرب من الحاقد. إذا كان “الخصام عمل الشيطان” فالمصالحة عمل الله. من أثمن عطايا الله السلام
عندما توجد المصالحة فإن الظلام يتلاشى من نفوس مَن كانوا لا يزالون في الحقد ويستقرّ هناك سلام الله، نور الله وفرح الله
.... إن نعمة الله تحلّ على من وجدوا المصالحة، وهم يشعرون كما لو أنهم في الفردوس
والرب يحفظ نفوسكم في سلام حتي لقاه .