نرصد رحلة نقل جثامين شهداء ليبيا الأقباط إل 20 داخل كنيستهم بقرية العور مركز سمالوط بالمنيا، حيث فور الإعلان عن العثور على مقبرة الشهداء بليبيا قام نيافة الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط بتغير في خطة وشكل الكنيسة بتحويل الطابق الأرض “الأول” من الكنيسة إلى مزار، حيث قال نيافتة “عندما علمنا بعودة الجثامين في شهر أكتوبر الماضي كان الدور الأول عبارة عن كنيسة صغير فقمنا بهدم هيكل الرخام وبناء مقصورة لرفات الشهداء وتحويل صحن الكنيسة لتكون مكان لخروج ودخول الزائرين .
وعقب وصول الجثامين لكنيستهم صباح الثلاثاء الماضي وكانوا داخل “نعوش” تم نقلهم من ليبيا، قامت الكنيسة ببدء عملية نقل الرفات من داخل النعوش إلى المقصورة من خلال الآباء الكهنة فقط ووجود الأنبا إرميا، وكان كل نعش يحمل اسم كل شهيد بعد نجاح في تجميع الرأس بالجسد، وكان النعش بداخله الرأس داخل “كيس شفاف” والجسد ملفوف بكفن أبيض بداخل “كيس أسود” يفتح ويغلق، وقام الكهنة بفتح كل صندوق والتأكد من الرفات، ثم يقوموا بنقله إلى داخل “ستر أحمر” عليه اسم الشهيد ويتم وضع كل جسد داخل المقصورة بشكل متجاور، وأعلى بعضهم ولكن يظهر كل اسم على “الستر الأحمر”.

المزار ومساحته
والمزار مساحته ٤٠٠ متر، وهو عبارة عن مقصورة من الخشب مساحتها حوالي ٣ أمتار × ٥ أمتار، والمقصورة سطحها زجاجي أسفلها سترة حمراء عليها صور الشهداء بشكل منظم وأسفل هذا الزجاج رفات الشهداء، ويوجد بالمزار عدد من المقاعد لاستقبال زوار المزار يتسع لحوالي ٢٠٠ زائر. والمزار به أيقونات لصور الشهداء الـ٢١ وأيضًا توجد أيقونة للشهيد اسطفانوس أول شهداء المسيحية، والشهيد يوحنا المعمدان.
وعقب نقل الرفات من نعوش تم نقل النعوش الخشبية إلى غرفة مجاورة للمزار ووضعت بجوار بعضها البعض وتم غلق الغرفة، وعقب الانتهاء من وضع الرفات فتح الباب للزائرين لنوال البركة، وخصص باب لدخول المصلين وباب آخر للخروج .
وقال شهود عيان من الآباء الكهنة وبعض الشباب حول مجد الله في أجساد الشهداء التي مازالت رفاتهم كما هي والشعر مازال في جميع رؤسائهم ويظهر بوضوح بنفس الطول في رأس الشهيد ماجد شحاته والشهيد سامح صلاح كان عند الاستشهاد ، في حين هناك أجساد مازالت تحتفظ بالجلد أشبه بالتحنيط مثل جسده كاملا، وخلال استخراج الأجساد تظهر علامات مجد الله في كل جسد من الشهداء وكما تثبت مجد الله الذي حافظ عليهم ومازال بعضها لم يتحلل حتى الآن.
ويتحدث الشهود عن علامات وعجائب فقد أجمع الجميع على أن الدماء مازالت متواجد على أجساد شهداء وكانها متجمده ولينه بلون داكن، في مشهد مهيب رغم مرور ثلاثة سنوات على الاستشهاد، كما أن هناك بعض الشهداء مازالت أياديهم مقيدة كما عندما تم اقتيادهم مقيدين على البحر، ومازالت قيود متواجد برفاتهم، وبعض الأجساد عظامها كاملة بنفس طول الجسد.
دماء على أجساد شهداء
ويروى آخر أن عند حمل الرفات لم تكن أجسادهم خفيفة الوزن بل ثقيلة، إشارة لم قاله الرب فمن يكرمني اكرمه، وشارك بعض من أسر الشهداء في نقل الرفات مثل بشير اسطفانوس شقيق الشهيدين صموئيل وبيشوي اسطفانوس الذي قال عندما شهدت رفات الشهداء شعرت بمجد الله وسلام وهيبة داخل نفسي ونحن نحمل الشهداء والآباء يصلون أكسيوس أكسيوس ويتم ذكر كل اسم شهيد من الشهداء ومازالت الدماء على أجساد كثير من الشهداء وكأنها قريبة لينه .
ويرى بشير أن جميع الأجساد كانت تحمل نفس الصفات ويظهر فيها مجد الله وأنه شاهد رفات أجساد أشقائه وشعر بمجد الله وعظمته .
ويقول أندراوس فايز “عندما بدانا في نقل جثامين شهداء لم نتوقع أن نرى هذا المجد فمازالت الدماء على أجسادهم بلون داكن ولينة وكأنها من وقت قريب، وهذه علامة على كل أجساد الشهداء والشعر في رؤوسهم، كما هي، كنا نتعجب لمجد الله الذي أكرمهم مثل ما أكرموه واعترفوا باسمه ورفضوا إنكاره أمام الموت” .
مجد الله
وقال القس يوسف عياد شقيق الشهيد أبانوب عياد “نرى مجد الله في شهداء الكنيسة فمازال شعر برؤوس الشهداء ويظهر بقوة في رأس الشهيد سامح صلاح بنفس الطول والشكل ويظهر الشعر الشايب في رأس الشهيد ماجد شحاته كما هو عندما استشهد، وكثير من الأجساد مازال اللحم في الأجساد وكأنه محنط وهنا كف أحد الشهداء كما هي.، ويظهر بأكثر اللحم على الجسد بغزارة بجسد الشهيد لوقا نجاتي”. .
وتابع، “أن ملامح وجه الشهيد كيرلس بشرى كما هي واضحة بكثافة وابتسامته كما هي، والقيود التي ربطت بها أياديهم عبارة عن شداد بلاستك “افيز” وضعت بجوارهم، مشيرا أنه شاهد جثمان شقيقه الشهيد أبانوب وجميع الشهداء ليرى قوة الله ومجده ليرى الجميع هؤلاء الشهداء وكم أكرمهم الله .