هذه التي تنبأ عنها الآباء والأنبياء، ورأوا رموزاً تشرح سرها: فهي حواء الجديدة أم كل حي بالحقيقة.
وهي المرأة التي نسلها المسيح يسحق رأس الحية.
وهي حمامة نوح التي بشرتْ الخليقة كلها بسلام الله الذي صار للبشر.
وهي رفقة الجديدة التي خطبها الروح القدس لإسحقنا الجديد ابن الموعد ربنا يسوع المسيح.
وبحملها لك يا مخلصنا الصالح هي السلم الذي رآه أبونا يعقوب منصوباً علي الأرض ورأسه يمس السماء.
وهي تابوت العهد العقلي الذي يحوي غير المحوي.
وهي قسط المن الذي يحمل لنا خبز الحياة النازل من السماء واهباً حياة للعالم أي جسد ابن الله ودمه الحقيقي.
وهي العليقة المشتعلة أغصانها بالنار ولم تحترق التي رآها موسي النبي في برية سيناء.
وهي خيمة الاجتماع التي يسكن فيها الله مع الناس.
وهي عصا هرون الكاهن التي أنبتت وأثمرت بغير غرس ولا سقي.
وهي المجمرة الذهبية حاملة جمر اللاهوت ولم تحترق.
وهي المنارة الذهبية حاملة النور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان آت إلي العالم.
وهي العذراء التي تكلم عنها إشعياء مفتوح العينين من وراء الزمان قائلا: "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل".
وهي السحابة الخفيفة السريعة التي شرح سرها إشعياء تحمل الرب الإله في مجيئه لأرض مصر إذ قال:" وحي من جهة مصر : هوذا الرب راكب علي سحابة سريعة وقادم إلي مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها".
وهي باب المشارق الذي رآه حزقيال وتكلم عنها قائلاً: "هذا الباب يكون مغلقاً، لا يُفتَح ولا يَدخل منه إنسان, لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا".
وهي العروس الطاهرة التي أنشد عنها سليمان الحكيم في نشيد الأناشيد قائلاً: "أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم".
يا سيدنا الرب الإله ... إن لساننا يعجز اليوم عن تمجيد هذه العذراء القديسة التي صارت فخراً لجنس البشر، وصارت أماً لكل القديسين وشفيعة لكل الخاطئين.
ولذا فإننا ننبهر مع أليصابات البارة التي صرخت قائلة: "فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ؟ ".
فاقبل شفاعتها عن ضعفنا نحن الخطاة، وامنحنا قلباً طاهراً ونفساً مستنيرة ومحبة صادقة لكي ندعو أباك السماوي أبا لنا حينما نناديه بدالة البنين قائلين: أبانا الذي في السموات .. .. ..
✝✝✝✝✝✝✝✝✝✝