إنّه طبيب النفوس...
يهدّئ الغضب ويُذلّل أهواء الجسد...
يجلب الإستعداد لعمل الخير وينقّي الذهن ويحرّره من الأفكار الخبيثة...
يروّض اللسان الجامح ويبعده عن الأقوال الكريهة غير الضرورية...
يمنع أعيننا من متابعة الصور المضرّة والأمور العبثية...
يخفف الصوم رويداً- رويداً تراكمات الخطايا التي تغطّي النفس...
إنّ الصوم يُبدّد ظلام نفوسنا كما أنّ الشمس تبدّد الضباب، وينقّي أعين نفوسنا ويكشف لنا شمس العدل يسوع المسيح...
يُخفّف الصوم المترافق مع الصلاة قساوة القلب ويعطينا التخشع والورع، فنجتاز عاصفة وهيجان الأهواء بسهولة بنعمة الله لنصل إلى ميناء الأمان.
هذا لا يمكنه أن يحدث في يوم أو في أسبوع، بل يحتاج إلى فضاءٍ زمنيّ مع تعب واجتهاد، ويعتمد على إرادة ورغبة كلّ إنسان للتخلّص من الخطيئة، وعلى مقدار إيمانه وعُمق توبته، وعلى حرارة الصلاة وتواترها.
من يبني حياته الروحيّة على أساس الصوم، فإنّ بناءه لن يتزعزع لأنّه يبنيه على صخرة صُلبة.
أما عندما تغرينا الأفكار الخبيثة والرغبات الجسدية لأهواء النفس، فهذه تهدم كلّ بناء الفضائل.
إذاً فلنبنِ صرح حياتنا الروحية على أساس صُلب ألا وهو الصوم.
القديس سمعان اللاهوتي الجديد