أثناء وقوفنا على تل أريحا نشاهد جبل التجربة عند نهاية السهل مواجها لأريحا القديمة الذي يدعوه المواطنون جبل قرنطل والكلمة مأخوذة من Quarantine وتعني أربعين، أي إشارة إلى صيام السيد المسيح أربعين يوما وليلة في المكان،
نرى في منتصف سفحه المنحدر نحو السهل ديرا مأهولا بالرهبان النساك الأرثوذكس وبداخل الدير توجد المغارة التي يشير إليها التقليد القديم بالمكان الذي قضى فيه السيد المسيح أربعين يوما وليلة صائما حتى جاع اخيراً ، فدنا منه إبليس ليجربه قائلا له:
"إن كنت ابن الله، فمر أن تصير هذه الحجارة أرغفة"؛ فأجابه يسوع: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله". وهذا المكان يدعى بالتجربة الأولى، وأما التجربة الثانية فكانت على جناح الهيكل في القدس. ولكن التجربة الثالثة فالتقليد يجعلها على قمة ذات الجبل بحيث نشاهد حائطا يكلل قمته ليحافظ على بقايا كنيسة بيزنطية مدمرة أظهرتها الحفريات وكانت قد أقيمت تذكارا للتجربة الثالثة؛ إذ قال إبليس للمسيح، بعد أن أراه جميع ممالك العالم ومجدها، "سأعطيك هذا كله إن جثوت لي ساجدا"؛ فأجابه المسيح: "مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"؛ فتركه إبليس ومضى.