• مخلّصنا، إله وإنسان معاً •
نعترف بشخص واحد نفسه كإلهٍ تام وإنسانٍ تام. إنه الله الكلمة الذي صار جسداً.
* لأنه إن لم يصرْ جسداً فلماذا تم اختيار مريم؟ وإن لم يكن الله فلماذا يدعوه جبرائيل رباً؟
* إن لم يصرْ جسداً فلماذا وُضع في مذود؟ وإن لم يكن الله فمَن كانت تمجِّد الملائكة التي نزلت من السماء؟
*إن لم يصرْ جسداً فمَن تمّ لفّه بأقمطة؟ وإن لم يكنْ الله فعلى شرف مَن ظهر النجم؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن حمل سمعان بيديه؟ وإن لم يكن الله فلمَن قال سمعان: الآن أطلقْ عبدك يا سيد بسلام؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن أخذ يوسفُ عندما هرب إلى مصر؟ وإن لم يكن الله فمَن تمّم النبوة: من مصر دعوت ابني؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن عمَّد يوحنا؟ وإن لم يكن الله فلمَن قال الآب: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن جاع في البرية؟ وإن لم يكن الله فإلى مَن جاءت الملائكة وخدمت؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن دُعي إلى عرس قانا الجليل؟ وإن لم يكن الله فمَن حوَّل الماء إلى خمر؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن أخذ الأرغفة في البرية؟ وإن لم يكن الله فمَن أطعم الخمسة آلاف رجلٍ ونسائهم وأولادهم بخمسة أرغفة وسمكتين؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن نام في السفينة؟ وإن لم يكن الله فمَن انتهر الأمواج والبحر؟
* إن لم يصرْ جسداً فمع مَن جلس سمعان الفريسيّ على المائدة؟ وإن لم يكن الله فمَن غفر خطايا الزانية؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن ارتدى لباس الإنسان؟ وإن لم يكن الله فمَن شفى المرأة النازفة الدم عندما لمست رداءه؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن بصق على الأرض وصنع طيناً؟ وإن لم يكن الله فمَن أعطى البصر لعينّي الأعمى بذلك الطين؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن بكى على قبر لعازر؟ وإن لم يكن الله فمَن أمره أن يخرج من القبر بعد أربعة أيام من موته؟
* إن لم يصرْ جسداً فعلى مَن قبض اليهود في البستان؟ وإن لم يكن الله فمَن ألقاهم على الأرض بكلمَتي: "أنا هو"؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن تمَّت إدانته أمام بيلاطس؟ وإن لم يكن الله فمَن أخاف زوجةَ بيلاطس في حلم؟
* إن لم يصرْ جسداً فـثياب مَن تمّ انتزاعها منه واقتسامها من الجند؟ وإن لم يكن الله فلماذا أظلمت الشمس عند صلبه؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن صُلب على الصليب؟ وإن لم يكن الله فمَن هزَّ أساسات الأرض؟
* إن لم يصرْ جسداً فأيدي وأقدام مَن تمّ تسميرها على الصليب؟ وإن لم يكن الله فكيف اتفق أن انشقَّ حجاب الهيكل إلى شطرين وتشقّقت الصخور وتفتّحت القبور؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن عُلِّق على الصليب بين لصين؟ وإن لم يكن الله فكيف استطاع أن يقول للص: اليوم تكون معي في الفردوس؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن صرخ عالياً وأسلم الروح؟ وإن لم يكن الله فصرخة مَن دفعت الكثير من أجساد القديسين الراقدين إلى النهوض؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن رأت النسوة مسجَّى في القبر؟ وإن لم يكن الله ففي مَن قال الملاك لهن: قد قام، إنه ليس ههنا؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن لمس توما عندما وضع يديه في آثار المسامير؟ وإن لم يكن الله فمَن دخل الأبواب المغلقة؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن أكل عند بحيرة طبرية؟ وإن لم يكن الله فعند أوامر مَن امتلأت الشباك بالأسماك؟
* إن لم يصرْ جسداً فمَن رأى الرسلُ مرفوعاً إلى السماء؟ وإن لم يكن الله فمَن صعد لدى هتاف الملائكة المفرح، ولمَن أعلن الآبُ: اجلسْ عن يميني؟
* إن لم يكن إلهاً وإنساناً إذن، فحقاً خلاصنا كاذب، وكاذبة كل أقوال الأنبياء.
من كتاب المزامير الروحية - للقديس أفرام السرياني - مزمور 23.