كما يحصل الأن في كثير من الأحيان حين يلمع برق مفاجئ أو رعدة قوية يخاف الناس كلهم وللحال ينكب الوجه إلى الأرض. إن كانت مثل هذه الأشياء الصغيرة تخيفنا فكم بالأحرى صوت البوق الرهيب (١ تسا ٤: ١٦) الذي سوف يدوي في السماء أكثر من كل رعد ويقيم المائتين منذ الدهر كلهم، الصالحين منهم وغير الصالحين. حينئذ في وسط الجحيم سوف تسمع عظام البشر صوت البوق فتتحرك كلها بسرعة، وينتظم كل واحد في الحالة التي كان فيها حين أتى إلى الحياة. إذاً حين نرى الناس كلهم فجأة واقفين، وراكضين ومن كل أقاصي الأرض نحو المحكمة فمن يستطيع أن يهرب من الرعدة الرهيبة والخوف؟ فإن الملك العظيم الذي يسود الإنسانية كلها ما إن يأمر حتى تُخرج الأرض أمواتها والجحيم أيضاً أمواتها (رؤيا ٢٠: ١٣) وكذلك كل من ابتلعته الوحوش، والأسماك في البحر أو الطيور الكاسرة، كل ذلك مثل البرق (متى ٢٤: ٢٧) يظهر وشعرة واحدة من رؤوسهم لن تسقط.
(القديس أفرام السرياني)