الرسالة الأولى
- قبل كل شيء يا إخوتي الأعزاء، أصلي من اجل صحتكم في الأمور التي لا تُرى، لأَنَّ" الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ" (2كو4: 8)
وها أنا أرى أن جسدكم هو من فوق وهو حي تماماً، لأنه إن كان جسد الإنسان حياً، يعطيه الله ميراثاً ويُحصى في ميراث الله، لذلك افرح بكم وبجسدكم الحي،
لان ذاك الذي له جسد ميت، لا يُعد مع الله (أي يُعد من شعب الله)، بل يعتبره الله مجرماً، فهو الذي يقول بالنبي لكي ينظر أن أجسادهم مائتة
"نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ.اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا، وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرًّا، وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ. يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟" (أش58: 1-3)
ويجيبهم عندما يتكلمون ويقول "إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً، وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ.هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. أَمِثْلُ هذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيْفْرُشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولاً لِلرَّبِّ؟" (58: 3-5) وكل ما كُتب بعد هذه الكلمات.
إن هذا الجسد مائت، أما انتم يا إخوتي الأحباء، فليس فيكم شيء من هذا الجسد المائت، لكن جسدكم حي، وأنا أصلي إلى الله من أجلكم كي يحفظكم، ويزداد في النعمة وفي الفرح وفي محبة الناس وفي محبة الفقير وفي الطرق الصالحة وفي كل ثمار القداسة.
إلى أن تنطلقوا من هنا ويستقبل (الرب) كل واحد منكم في الموضع الذي ليس فيه حزن ولا فكر شرير ولا مرض ولا تعب، بل فرح وسرور ونور أبدي، وفردوس وثمر لا يضمحل، ويستقبلكم في مساكن الملائكة وفي "وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ" (عب12: 23) وإلى المواعيد التي لا يمكننا أن ننطق بها.
كتبت هذا إليكم من اجل المحبة التي عندي نحوكم، حتى تستريح قلوبكم، وهناك أمور أخرى أريد أن اكتبها لكم لكن "أَعْطِ حَكِيمًا فَيَكُونَ أَوْفَرَ حِكْمَةً" (أم9: 8).
الرب يحفظكم من هذا العالم الشرير، كي تكونوا أصحاء في الجسد والروح والنفس و"فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ" (2تيمو2: 7) لتنجوا من شر الأيام.
وداعاً يا أحبائي وإخوتي. تذكروا أن جسد الإنسان يصير مائتاً بسبب محبة المجد الباطل وبسبب الشهوات.