الإنسان المسيحي لا يعرف الحسد
- أيها الأخوة الأعزاء، لابد من سحق الرذائل والخطايا الجسدية وأن ندوس بقوة الروح بأرجلنا الوباء الذي يُبتلى به الجسد الأرضي، وإلا عندما نعود لتصرفات الإنسان العتيق نتورّط في الفخاخ المميتة .
كما سبق فنبهنا الرسول لمنفعتنا بحكمة إذ قال :فإًذا أيها الأخوة نحن مديونون، ليس للجسد لنعيش حسب الجسد لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح ُ تميتون أعمال الجسد فستحيون لأن كل : الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله (رو ٨:١٢-١٤)
فإن كنا أبناء الله، وإن كنا قد بدأنا فعلا لنكون هياكل له (راجع ١كو ١٦:٣، ٢كو ١٦:٦)، وإن كنا نعيش بقداسة، وروحانية بعد أن قبلنا الروح القدس وحولنا أعيننا من الأرض إلى السماء وإن كنا قد رفعنا قلوبنا المملوءة بالله والمسيح كما يحّثنا الرسول :
إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله . اهتموا بما فوق لا بما على الأرض لأنكم قد مُّتم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله ومتى أُظهِرَ المسيح في حياتنا فحينئذٍ تظهرون أنتم أي ضا . دعونا إًذا نحن الذين مُتنا في معه في المجد (كو ٣: 1-4)
المعمودية ودُفِّنا بحسب الخطايا الجسدية الت ي للإنسان العتيق والذين قمنا مع المسيح في الميلاد السماوي الجديد، أن نهتم ونعمل بالمثل الأمور التي للمسيح.
كما يعلمنا وينصحنا الرسول مرة أخرى ويقول :الإنسان الأول من الأرض ترابي، والإنسان الثاني الرب من السماء كما لبسنا صورة الترابي. علاوة سنلبس أيضاً صورة السماوي(١كو ١٥: 47-49)
على ذلك فنحن لا نستطيع أن نحمل صورة السماوي إلا أن كنا على صورة المسيح ومثاله، وهي الحالة التي بدأنا أن نكون عليها الآن.
فذلك لكي ُتَغيِّروا ما كنتم أنتم عليه وتبدأوا أن تصيروا ما لستم عليه، وحتى يشرق فيكم الميلاد الإلهي وتستجيبوا للتهذيب الإلهي الذي لله الآب، وحتى يتمجد الله في الإنسان من خلال حياته المكرمة والممدوحة. (5)
كما يحثنا و يحذرنا الله نفسه وَيعِد الذين يمجدونه بدورهم قائًلا:فأني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون (١صم ٣٠:٢). فالرب الذي يشّكلنا ويَعدُّنا لكي ما نتمجَد، وابن الله الذي يغرس فينا صورة الله الآب يقول في إنجيله:سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات.
فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر عل ى الأبرار والظالمين (مت 5: 42-45) فإن كان من المجد والفخر للإنسان أن يكون أبناؤه مشابهين له،وأن يكون باقي الأبناء مشابهين لأبيهم، فكم بالأكثر يكون فرح الله الآب عندما يولد أبناؤه بالروح حتى أنهم من خلال أعمالهم وتسبيحهم يمجدون الله!
فكم يكون إكليل البر عظي ما والتاج المعد لكم عندما لا يقول الله عنكم :ربيت بنيت ونشأتهم أما هم فعصوا على (إش ٢:١) بل عندما يطوبكم ويدعوكم السيد المسيح للمكافأة بقوله : تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملكوت المُعد لكم منذ تأسيس العالم(مت 25: 34)