كيف يحاربنا العدو
٢. العدو يحاصر كل منا بمفرده، وهو كأي عدو يحاصر أسراه، يفحص الأسوار باحًثا إن كان يوجد فيها موضع أقل ثباًتا وحصانة حتى يمكنه الاقتراب والاختراق إلى الداخل .
لذلك فإنه يَعرض على العيون المغريات والمتع السهلة حتى أنه من خلال النظر يُفسد العفة، وهو يُغري الآذان بنغمات شجية لكيما بسماعها تضعف روح الجهاد المسيحي،
وهو يستثير اللسان لكي يخطئ عندما توجه إليه إهانة ما، ويُحَرِّض الأيدي على وحشية القتل عندما يعتدي أحد عليها، ولكي يصنع من الإنسان شخصا محتاًلا فإنه يغريه بمكاسب غير شريفة، وحتى يسيطر على النفس بالمال يعرض عليها أرباحاً ضارة، ويَعِدها بأمجاد أرضية ليُفقدها السماوية، ويُظهر لها أشيا ء كاذبة ليسلب منها الحقيقة .
وأخيراً عندما لا يستطيع العدو أن يخدع ويحتال، فإنه يعلن بوضوح وبجسارة حرباً عنيفة بلا كلل على خدام الله محاوًلا غلبتهم على الدوام، لأنه دائماً ما يكون عدوانياً، فهو مخادع وقت السلام وعنيف وقت الاضطهاد.
٣. لذلك أيها الأخوة الأحباء يجب أن يقف العقل مستعداً ومُسَلَّحاً ضد كل خطط إبليس الخادعة أو تهديداته الواضحة، ويكون دائماً مستعداً للرد عليه كما أن العدو دائماً مستعداً للهجوم.
وبما أن سهامه التي تتسلل إلينا خِفيًة تكون متكررة وهو يقذفنا بها بشكل سري وخفي إلى حد أننا قد لا نلاحظها، لذلك فإن مثل هذه الهجمات تكون أكثر فاعلية في إمكانية إصابتنا. فدعونا إًذا ننتبّه لنفهم تلك الهجمات لنردَّها.