أصل الغيرة
٤- إنه منذ بدء العالم وقع الشيطان نفسه في الهلاك ودمَّر الآخرين أيضاً. ذاك الذي كان في مجده الملائكي وكان مقبوًلا ومحبوباً لدى الله .
فبعدما رأى الإنسان مخلوًقا على صورة الله ومثاله، سقط هو بالتمام في الغيرة بحسده الخبيث. فقبل أن يُسقط أحداً غيره في خطية الحسد كان قد سقط هو بنفسه في الغيرة.
لقد كان هو نفسه أسيراً قبل أن يَأسر أحداً، ودمر نفسه قبل أن يُدمر آخرين . وإن كان بمقتضى حسده حَرم الإنسان من نعمة الخلود التي أعطيت له، فهو نفسه كان قد فقد ما كان عليه من قبل .
أيها الأحباء فما هي جسامة الشر الذي بمقتضاه سقط الملاك ومن خلاله ُ خدع وَتَغيَّر ذاك السامي في العلو والمجد، و به انخدع ذلك المخادع.
وهكذا من ذلك الوقت يتفشى الحسد على الأرض، حيث عندما يسقط أحد ما أي الإنسان في الحسد و يتبع سيد الهلاك منقاداً، ف إنه يَُقلِّد الشيطان كما هو مكتوب أنه بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم (حك ٢٤:٢) هكذا يقّلده أولئك الذين إلى جانبه.