أمثلة على الغيرة من الكتاب المقدس:
٥. من َثم بدأت في النهاية بوادر الكراهية بين الأخوة الأوائل (قايين وهابيل). هكذا جاء القتل البغيض للإخوة عندما غار قايين الظالم من هابيل البار، عندما اضُطهِدَ الصالح من الشرير نتيجة للغير ة والحسد .
فكم كانت نيران الغيرة قوية لتتميم تلك الجريمة، إلى حد أن قايين لم يضع المحبة الأخوية أو جسامة الخطية أو حتى مخافة الله وجزاء الخطية في حسبانه.
فذاك الذي كان أول من ظهر بِرّه (هابيل) ظلم بجور..
لقد قاسى من الكراهية وهو الذي لم يعرف الكراهية، لقد ُذبح بطريقة وحشية ذاك الذي لم يقاوم وهو يُقتل.
لقد تسببت الغيرة أيضاً في عداء عيسو لأخيه يعقوب، فبسبب حصول يعقوب على بركة أبيه اشتعلت الغيرة في نفس عيسو وتحوّل إلى الكراهية ثم إلى الاضطهاد .
كان الحسد أيضاً هو سبب بيع يوسف بيد إخوته، فبعد أن عرض عليهم في ب راءة وبساطة، كأخ لأخوته، المجد العظيم الذي ظهر له في رؤياه اشتعلت عقولهم الحاقدة بالحسد نحوه.
وماذا ُترى قد أثار شاول الملك أيضاً لكراهية داود ذاك البريء الرحيم الصبور الوديع إلا دافع الغيرة إذ حاول أن يقتله مراراً باضطهادات متكررةلأنه عندما قتل جليات وذبح هذا العدو الجبار ب معونة ونعمة الله، انطلق الشعب بإعجاب واستحسان في مدح داود، فتوّلدت داخل شاول نيران الكراهية والاضطهاد من خلال الحسد.
ولئلا يطول الحديث بذكر أسماء، دعونا نأخذ في اعتبارنا دمار شعب قد هلك مَرّة وإلى الأبد . ألم يهلك اليهود على هذا النحو؟
إذ قد فضلوا أن يحسدوا المسيح على أن يؤمنوا به .. وإذ استخفوا بالأعمال العظيمة التي قام بها ُ خدعوا بغيرة عمياء ولم يستطيعوا أن يفتحوا أعين قلوبهم ليروا أعمال المسيح الإلهية.
الآن إذ نرى هذه الأمور، أيها الأخوة الأحباء، لُنحَصِّن قلوبنا التي قد تك رست لله بشجاعة ويقظة رافضين مثل هذا الشر العظيم المدمر، وليكن موت الآخرين (أي الشخصيات التي ذكرناها سّلًفا) مفيداً لخلاصنا، ولُتَقدِّم عقوبة الأحمق منفعة للمحترسين.