(كتب ردّا على إحدى الرّسائل): بما أنّ أفكار اليأس توحي إليك بأن لا خلاص
لك، إذ إنّ توبتك سطحيّة جدّاً إذا ما قورنت بثقل خطايك، وعليك بالتّالي أن
تقدّم كفّارة توازي آثامك لتنال الغفران. اسمع ما سوف أقوله لك.
إنّ كلمة
كفّارة لا توجد في قاموس الكنيسة الأرثوذكسيّة، بل قد تسرّبت إليها من
الكنيسة الغربيّة. أمّا إيماننا القويم الصرف فهو التّالي: إن أخطأ إنسان
مسيحي، عليه أن يحتمل ألماً وقتيّاً لينجو من العذاب الأبدي. ويكون هذا الألم
خفيفاً إذا ما قورن بخطاياه، سواءً أكان مرضاً أو حزناً أو ذلاً، لأنّ رحمة
الله هي التي تخلّصه إذ تسدّد ما تبقّى من دينه. لقد كان اللّص الشّكور لصّاً
لمدّة ثلاثين سنة، وكان عليه بالمقابل أن يحتمل التّعليق على الصّليب مع كسر
الرّجلين مدّة ثلاث ساعات فقط. إنّ هذا الألم قاسٍ جدّاً ولكن هل هو كفّارة
كافية عن ثلاثين سنة من الإجرام؟ بالطّبع لا، أحكم أنت بنفسك.