إلهي
إلهي ….. متى تفارقني هذه الطبيعة الفاسدة و تعمل قوتك الكاملة في ؟
إلهي ….. لذيذة هي الوحدة و السكون و الحق و النقاوة،هذه كلها التي هي لك
أما أنا فألهو بالضوضاء والصخب والباطل والرذيلة
أعود فماذا أقول بعد ؟
أنت هو الخير الحقيقي رحوم، قدوس، عادل
أما أنا فشرير، محب لذاتي، خاطئ، ظالم
أنت النور أما أنا الظلمة
أنت الحياة أما أنا فموت
أنت الطبيب أما أنا فمريض
أنت الفرح أما أنا فحزن
أنت الحق الصادق، أما أنا فبطلانٌ حقيقي
مثلي مثل أي انسان على الارض
بأية لغة تريدني أن أحدثك يا خالقي ؟
أتوسل إليك أن تتفضل فتصغي إليّ .
إنني من صُنع يديك، وهلاكي أمر مخيف
إني جبلتك وها أنا أموت
إنى من صنع يديك وها أنا انحدر نحو العدم
إن كان لي وجود، فأنت مُوجدي،“يَدَاكَ صَنَعَتَانِي وَأَنْشَأَتَانِي” (مز73:119)
يداك اللتان سمرتا على الصليب فليعطياني السلام
لأنه هل تحتقر عمل يديك ؟
آه،أتطلع الى جراحاتك العميقة فقد نقشتَ اسمي فى يديك (اش 49 : 16)
اقرأ اسمي و خلصني
إن نفسي التي تتأوه قدامك هي من عمل يديك.
أُخلق مني خليقة جديدة، فهذا هو عملك
لذا فهى لا تكفُّ عن الصراخ إليك قائلة :
“يا أيها الحياة، أحيني من جديد”
إنها من جبلة يديك، تلتف حولك متوسلة إليك أن ترد إليها جمالها الأول
اغفر لي يا إلهي، ما دمتَ قد سمحت لي بالحديث معك.
لأنه من هو الانسان حتى يتكلم مع الرب خالقه ؟
نعم، سامحني، سامح تجاسري
سامح عبدك الذي تجاسر ليرفع صوته أمام سيده (تك 18 : 27)
إن الضرورة لا تعرف قانوناً
فالألم يدفعني إلى الحديث معك
والكارثة التى حلت بي تجعلني أستدعي الطبيب لأني مريض
إنني أطلب النور لأني أعمى
أبحث عن الحياة لأني ميت
ومن هو هذا الطبيب والنور والحياة إلاَّ أنت ؟
يا يسوع الناصري ارحمني
يا ابن داود ارحمني
يا مصدر الرحمة، اصغ إلى صرخات المريض
أيها النور العابر في الطريق، أوقف الأعمى
أمسك بيده حتى يقترب إليك
بنورك يا رب اجعله يعاين النور و بك يحيا
أتوسل إليك أن تأمر الميت حتى يخرج من القبر
آه ! يالهي ! إنني استغيث بك قبلما أهلك
أو على الأقل استغيث لئلا أهلك
حتى أستحق السكنى فيك
إنك تتألم عندما أحدثك عن بؤسي
و من غير خجل أعترف لك أنني عدم ..
أسرع و أعنّي،أنت قوتي
و عوني و صلاحي و حصني
أسرع أيها النور،الذي بدونه لا أقدر أن أرى
اعضدني أيها المجد الأبدي
يا فرحي،اكشف لي ذاتك يا إلهي حتى أحيا .
المغبوط أغسطينوس