هذا هو لا سلام الحقيقي الذي يمنحه الرب لنا لا كشيء خارجي زمني يتأثر بالظروف ويتغير بعوامل الزمن ويفني وينتهي بل يقدم لنا ذاته (سلامًا) ويكون هو العاطي والعطية في نفس الوقت فهو (واهب السلام) ، (وسلامنا) في نفس الوقت لن نقبل عنه بديلًا ولن نستريح ونطمئن إلا به وفيه.. وكما يقول (قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام) "يو33:16"
ويقول القديس أغسطينوس (السلام هو الميراث الذي وعد به السيد تلاميذه قبيل صلبه... قائلًا (سلامًا أترك لكم سلامي أنا أعطيكم) . فمن أراد أن يكون وارثًا للسيد المسيح فليملك على سلام المسيح ويسكن فيه.
هذا السلام الحقيقي متى ملأ القلب فاض على كل النفس فتشعر بالسلام في داخلها ومع كل من هم حولها مهما كانت مضايقاتهم ومتاعبهم...
لذلك فمن لم ينل سلام المسيح الحقيقي لا يقدر أن يسالم جميع الناس وخاصة مضايقيه.
+ وبالعكس أيضًا من لا يجاهد في صنع السلام واحتماله مضايقيه لن يتمتع بالسلام الإلهي... لأنه إن لم نغفر لا يغفر لنا... وبالكيل الذي به نكيل يكال لنا...
فسلامنا مع الله والناس.. لا ينفصلان بل هما متلازمان وهما عطية من نعمة الرب وثمرة من ثمار الروح وموضوع جهادنا دومًا.
+ السلام هو رزانة العقل، هدوء النفس، بساطة القلب، رباط الحب، رفيق المحبة.
إنه هو الذي ينزع العداوات، ويوقف الحروب، ويصد الغضب، ويكسر الكبرياء، ويحب المتضعين، ويهدأ المتخاصمين، ويصالح المتعادين، وهو مبهج ومقبول بالنسبة للمجتمع..
السلام لا تطلب ما هو للغير، لا تري في شيء أنه ملكك (فلا تعطي للآخرين) .
+ السلام يعلم المحبة، فلا تبغض قط..
+ السلام يعرف الإنسان كيف يعلو ذاته ولا ينتفخ...
+ السلام علامة القداسة..
+ يلزم على كل إنسان أن يحرص على السلام أيها الأخوة لأن من يعيش في سلام مقدس يحيا دومًا في الله ويون شريكًا مع القديسين في صحبة الله.