إلهي ... أنت نوري. افتح عينيّ فتعاينا بهاءك الإلهي، لأستطيع أن أسير في طريقي بغير تعثّر في فخاخ العدوّ!
حقًا، كيف يمكنني أن أتجنّب فخاخه ما لم أراها؟
وكيف أقدر أن أراها إن لم أستنر بنورك؟
ففي وسط الظلمة يخفي "أب كل ظلمة" هذه الفخاخ، حتى يصطاد كل من يعيش في الظلمة. هذا العدوّ الذي يودّ أن يكون أبناؤه محرومين من نورك ومن سلامك الكامل ...
ما هو النور إلا أنت يا إلهي!
أنت هو النور لأولاد النور! نهارك لا يعرف الغروب! نهارك يضيء لأولادك حتى لا يتعثّروا...
يا نور نفسي، لا تتوقّف قط عن إنارة خطواتي!]
أيها النور الحقيقي الذي تمتّع به طوبيا عند تعليمه ابنه، مع أنه كان أعمى! أيها النور الذي جعل اسحق - فاقد البصر - يُعلن بالروح لابنه عن مستقبله !...
أنت هو النور الذي أنار عقل يعقوب، فكشف لأولاده عن الأمور المختلفة !...
أنت هو الكلمة القائل: "ليكن نور، فكان نور". قل هذه العبارة الآن أيضًا، حتى تستنير عيناي بالنور الحقيقي، وأميّزه عن غيره من النور. فبدونك كيف أقدر أن أميّز النور عن الظلمة، والظلمة عن النور؟!
نعم... خارج ضيائك، تهرب الحقيقة منّي، ويقترب الخطأ إليّ، ويملأني الزهو ... ويصير فيّ الارتباك عِوض التمييز، يصير لي الجهل عِوض عوض الحكمة.