Home
نذيرة الرب
يقول القديس افرآم
السرياني
في ميمر لهبين ما كانت حنة تندب نفسها في كل وقت قائلة: أي
شيء تساوي حياتي من الدنيا, مع تجردي من الثمر؟ وهوذا البهائم
والطيور وكل المخلوقات ترزق نسلا, أما أنا فلم أرزق. الويل
لي أنا، وعظيم هو حزني وألم قلبي. أسألك, أيها الإله دائم
وحده, الذي سمع سارة زوجة أبينا إبراهيم, وأعطاها إسحق بعد
الكبر, وسمع لراحيل وأعطاها يوسف وبنيامين.. أن تسمع صوت
دعائي, أنا المسكينة الخالية من النسل, وتعطيني زرعا يسر به
قلبي, لأني صرت مرذولة بين أهلي وعشيرتي, سيما بعلي يواقيم
الحزين القلب كثيرا. وها أنا أنذر بين يديك يا إلهي أن
النسل الذي تعطيني لا أدعه يمشي علي الأرض حتي أقدمه لهيكلك
المقدس. وكانت القديسة حنة تقول هذا الكلام وهي تبكي بكاء مرا.
وفيما هي تصلي, ظهر لها الملاك جبرائيل بنور سماوي، وقال
لها: ياحنة إن الله سمع لدعائك وصلواتك. وها أنت ستحبلين
وتلدين ابنة مباركة, وسيكون لها الطوبي في جميع الأجيال, وفي
كل أقطار المسكونة, ومنها يولد الخلاص من أسر إبليس, لآدم
وذريته. فأجابت حنة الملاك جبرائيل وقالت: حي هو الرب، لو أنني
رزقت بمولودة كما قلت لي, لسوف أقدمها قربانا للرب الإله,
لتخدمه كل أيام حياتها في هيكله المقدس.