Home
تهليل
تهليل حواء
+ السلام لك يا مريم تهليل حواء
عندما أخطأت حواء وأطاعت الحية وأكلت من الشجرة المنهى عنها، ورفضت الأعتراف
بخطيتها وغوايتها جاء إليها العقاب الإلهى قائلا: " تكثيرا أكثر أتعاب حبلك...
بالوجع تلدين أولادا (تك 3: 16) " هذا إلى جانب طردها مع زوجها من الفردوس وذهابها
بعد الموت إلى الجحيم مما أثار أشجانها وحرك حزنها.
ولما جاء المسيح الذى هو من نسل المرأة وصنع الفداء العظيم على الصليب وسحق رأس
الحية حسب الوعد الإلهى: " وأضع عداوة بينك (الحية) وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها،
هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه " (تك 3: 15).
نزل المسيح إلى الجحيم وحول حزن حواء إلى فرح ونقلها مع آدم وجميع الصديقين الذين
ماتوا على رجاء إلى فردوس النعيم حيث الفرح والتنعم، حيث هرب الحزن والكآبة
والتنهد. وفى قطعة " تناف "، وهى مديح القيامة فى التسبحة تقول:
" كل الأفراح تليق بك يا والدة الإله لأن من قبلك أرجع آدم إلى الفردوس ونالت حواء
الزينة عوض حزنها وأخذت الحرية دفعة أخرى من قبلك والخلاص الدهرى ".
وليست حواء – أم العذراء مريم – هى وحدها نالت الفرح والتهليل بل كل جنس النساء،
فيقول لبش الأثنين " لأن من قبلها (أى من قبل مريم) وجدت النساء دالة أمام الرب
(ربع 11) ".
ويحلو لبعض الآباء أن يطلقوا على مريم العذراء لقب " حواء الثانية ".
تهليل يعقوب
+ السلام لك يا مريم تهليل يعقوب:
+ بينما كان يعقو هاربا خائفا من أخيه عيسو أدركه الليل فنام فرأى سلما منصوبا على
الأرض ورأسها يمس السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها وهوذا الرب واقف
عليها.
فقال: " أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله اسحق، الأرض التى أنت مضطجع عليها أعطيها
لك ولنسلك.. " (تك 28: 12 – 15).
فاطمأن يعقوب بسبب مواعيد الله الغنية وسار فى طريقه متهللا.
السلم الذى رآه يعقوب يرمز إلى العذراء مريم التى حل الرب فى بطنها فوصلت بين
السماء والأرض بعد قطيعة طويلة، فقد كان التجسد بداية الصلح والأتصال بين الله
والإنسان.
كانت الملائكة تسبح الرب وهو طفل مولود فى حجر العذراء مريم كما يشهد بذلك لبش
الثلاثاء قائلا: " أفرحى يا مريم العبدة والأم لأن الذى فى حجرك تسبحه الملائكة،
والشاروبيم تسجد له باستحقاق والسيرافيم بغير فتور، يرفرفون بأجنحتهم قائلين هذا هو
ملك المجد رافع خطية العالم كعظيم رحمته.
+ تهلل يعقوب أيضا عندما رأى من بعيد بعين النبوة مجىء " شيلون (أى ابن الله الحى)
من نسل إبنه المحبوب يهوذا قائلا " لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى
يأتى شيلون وله يكون خضوع شعوب (تك 49: 10) "
ومعروف أن العذراء مريم والدة (شيلون) هى من نسل يهوذا بن يعقوب، والحكيم يقول "
تاج الشيوخ بنو البنين (أم 27: 6) ".
+ كان ليعقوب زوجتان: ليئة وراحيل، كانت ليئة هى الكبرى وكانت عيناها ضعيفتين، وهى
تمثل العهد القديم بشرائعه وطقوسه الضعيفة التى لا تقدر على رفع الخطايا، أما راحيل
وهى الصغرى فكانت جميلة ومحبوبة، وهى تمثل العهد الجديد – عهد النعمة والمحبة –
الذى جاء مكملا لكل نقائص العهد القديم.
هكذا المسيح – الأسد الخارج من سبط يهوذا بن يعقوب – هو رب العهدين، أوحى بالعهد
القديم للأنبياء. ثم جاء بنفسه ليعطينا العهد الجديد بدمه لغفران الخطايا. وقال
بنفسه " لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل " (مت
5: 17) وقال الرسول: " الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة
كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة بإبنه" (عب 1: 1).