إن القلب الضيق الخالي من الحب، هو الذي لا يحتمل الآخرين. أما القلب المتسع فيستطيع أن يحتمل كل الناس. لذلك كن متسعًا في قلبك وفي صدرك وفي فهمك. ولا تتضايق بسرعة واعرف أن المجتمع فيه أنواع متعددة من الناس. وليسوا جميعًا من النوع الذي تريده. يوجد فيهم كثيرون لم يصلوا بعد إلى المستوى المثالي، ولا إلى المستوى المتوسط. وعلينا أن نحبهم جميعًا. وبالمحبة ننزل إلى مستواهم لنرفعهم إلى مستوى أعلى. نتأنى عليهم، ونترفق بهم، ونحتمل كل ما يصدر من جهالاتهم، ونصبر عليهم حتى يصلوا.
لا تقل: "الناس متعبون" بل بمحبتك تعامل معهم، وحاول أن تصلح من طباعهم. لأنك لو كنت لا تتعامل إلا مع المثاليين، فعليك أن تبحث عن عالم آخر تعيش فيه. في أحدى المرات قال لي شخص: "أنا لم أعد احتمل (فلان) إطلاقًا. إنه شخص لا يطاق ولا يمكن احتماله". فقلت له: "وكيف إذًا احتمله الله منذ ولادته حتى الآن وكيف احتمل غيره وأمثاله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا". فإن كان الله يحتملنا في كل أخطائنا، فلماذا لا نحتمل غيرنا.