الأحلام - القدّيس كاسيانوس

روى القدّيس كاسيانوس عن راهب عاش في ما بين النهرين أنّه انخدع بالرؤى الشيطانيّة التي كانت تأتيه في الأحلام.

وقد لاحظ أنّ الراهب هذا كان يهتمّ كثيراً بتعب الجسد غير منتبه إلى نموّه الروحيّ، فكانت النتيجة أنّه سقط في الخديعة التي رُسمَت له، إذ إنّه ما عاد ينتبه إلى حياته الداخليّة، بل انحصر جهاده الروحيّ في إتعاب وتعذيب الجسد.

وبعد أيّام جاءته الشياطين في الأحلام، بعد أن كبرت ثقته بنفسه وبما يعمل، وقالت له: إنّ اليهود يتمتّعون بالفرح السماويّ،

بينما المسيحيّون يذوقون ألواناً مختلفة من العذاب في جهنّم. ثمّ بعد أن تنكّر الشيطان في هيئة ملاك قال:

اقبل بالتعاليم اليهوديّة لكي تنال قسطاً من هذا الفرح السماويّ. وهذا ما فعله الراهب بدون تردّد.      

† إنّ الروح القدس هو السيّد على الإنسان الجديد، ونعمته هي التي تنير حياته، لهذا من يتّكل على الربّ في نومه ويقظته، ويبتعد عن الخطيئة والأفكار والخيالات الشيطانيّة،

† إنسان يضع نفسه تحت قيادة الروح القدس الذي سيقدّس حياته ويحوّلها إلى مجد الله. وهكذا استطاع يوسف الصدّيق خطيب مريم أن يقبل سرّ تجسّد الله، وكذلك بواسطة الحلم هرب إلى مصر مع مريم والطفل يسوع، وبحلم آخر عاد إلى فلسطين من جديد. 

† الأحلام التي تأتينا من الله، تجلب الراحة والتعزية واليقين، وهذا ما يؤكّده رجال الله القدّيسون، والذين لا يقدرون أن يفسّروا هذا، لا يزالون إلى الآن يتخبّطون في أهوائهم.

نقلتها إلى العربية راهبات دير مار يعقوب، دده - الكورة